تهنئة بطعم خريف نواكشوط/محمد ابهاه (تدوينة طريفة)

لم يترك لنا المطر في مدينة نواكشوط سوى الباعوض و المستنقعات و بعض المشاعر السيئة الصيت، أتحدث معكم من الواقع و الله على ما أقول شهيد، نحن الآن على حافة فصل الخريف، ليس من أجمل الفصول و العهدة على نواكشوط، إن لم يأكلك الناموس ستأكلك أشياء أخرى، الحكومة على سبيل المثال لا الحصر، إن نجوت من الملاريا و سوء التغذية و هبوط المعنويات، لن تنجو من حب فاشل أو وغد يحاول إقناعك أن الوطن بصحة جيدة، في الحقيقة لا شيء بصحة جيدة حقا سوى أكلة المال العام، لاحظوا أني اعتبرتهم أشياء و لم أعتبرهم أشخاصا، ذات مرة طلبت من رب عملي زيادة راتبي أو على الأقل الراتب الذي وعدني به أول الأمر، خصوصا و أني كنت على أعتاب الزواج، كان بشوشا ترتسم على قسماته سمات الورع و الزهد، طمأنني أن كل شيء سيكون بخير و بعد أسبوعين استغنى عن خدماتي و سرحني بغير إحسان، ذلك الرجل لا يمكنني بأي حال من الأحوال نسيان جميله ذاك كما لا يمكنني نسيان حجم الأسى الذي وصلت إليه آنذاك، السياسة هكذا، لا يوجد فيها أصدقاء و لا أعداء، يبتسم لك من يود إعداد عصير من أحلامك، يتخلى عنك من شاطرك أوجاع الظروف عن أول وظيفة، بت مؤخرا لا أحتك سوى بالحقراء و بالوعات الصرف الصحي و الذين وهبهم الله تشتيت الآمال المتبقية لدينا و في خضم كل هذا أسعدني أخي الصغير اليوم الذي تجاوز مسابقة دخول السنة الأولى إعدادية بمجموع 171 نقطة و حل في المرتبة الأولى على مستوى مدينة شنقيط و الرابعة على مستوى ولاية آدرار، المسكين يشعر أنه الأول على مستوى التراب الوطني، تهانينا له على أية حال، نحن عائلة نبدع في مسابقة 'كونكور' و بعد ذلك No Comment.

جمعة, 30/06/2017 - 10:21

          ​