في تحامل واضح وصريح بثت قناة الجزيرة ما حاولت جاهدة أن تصنفه بالحوار الهادف تحدثت فيه بإسهاب عن وضع حقوق الإنسان في دولة الإمارات العربية المتحدة، واصفة إياه بالأسوء في منطقة الخليج بل وفي العالم العربي أجمع.
وحتى لا تضيع الحقيقة بين متاهات التسييس الإخواني والحقد الشخصي على حكام دولة الإمارات العربية المتحدة، فسأحاول أن أبين بعض الزيف والمغالطات التي اعتمدتها قناة تزييف الوقائع وبث ثقافة القتل وزرع الفتن الجزيرة البوق الإعلامي لتيار الإخوان المسلمين.
من حيث الشكل
أولا:
المحاور يجب أن يكون محايدا لا طرفا، وهذه أولى أبجديات الحوار الصحفي، والجزيرة طرف بل وجزء من أزمة يجزم كل عاقل أن البرنامج الحواري أحد تداعياتها، وإلا لكان تم الحديث عنه قبل اندلاعها.
ثانيا:
الحوار يعتمد على طرفي نقيض وهو ما لم يحدث في ما سمته الجزيرة حوارا، حيث اعتمدت على طرف واحد – رغم تفاهة طرحه- يهاجم دولة الإمارات العربية المتحدة، ولم يكلف الصحفي مدير الحوار نفسه عناء تمثيل الطرف الآخر.
من حيث المضمون:
أما ما تم طرحه في الحوار فلا يعدو مجرد جمل إنشائية يمكن أن يصوغها طفل لم يتجاوز مرحلة الابتدائية، لأن ما يميز النخبة عن المخنثين هو تقديم الدليل..
فالموضوع برمته متكلف ولم يقدم أي قرينة أحرى دليل حول ضلوع دولة الإمارات العربية المتحدة في ملفات حقوقية، واكتفى بسرد كلامي عن قصص شخصية أشبه ما تكون بقصص ألف ليلة وليلة بصبغة جزيرية قطرية.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة صنعت عظمتها وتاريخها من العمل الخيري واستثمرت فيه مليارات الدولارات دون انتظار جزاء ولا شكور، والعمل الخيري هو النقيض اللغوي والعملي لإساءة التعامل التي تبنى عليها ملفات حقوق الإنسان، وزغب حواصل الجياع وأجساد المرضى تشهد على خير الإمارات، وليست قطر ولا جزيرتها من تسمع شهادته في حقوق الإنسان التي أولها أن يؤمن من القتل والإرهاب والتشريد والتجويع، وتلك سياسة قطر التي تروج لها جزيرتها.
لقد أحرقت الجزيرة في نصف ساعة حوار ما خدعت به الرأي العام الدولي في عقدين من الزمن، وانتحرت رسميا وعلى الهواء على أسوار حقوق الإنسان في دولة العمل الخيري والإنساني دولة الإمارات العربية المتحدة.
بادو ولد محمد فال امصبوع