ولد عبد العزيزفي حفل تنصيبه" سنتصدي بحزم للشرائحية ودعات التفرقة"(صور)

احتضن الملعب الأولمبي مساء اليوم في العاصمة انواكشوط حفل تنصيب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لمأمورية ثانية بعد نجاحه في الانتخابية الرئاسية ،وذالك بحضور5رؤساء دول ووفود كبير ممثل لمعظم دول افريقيا والعالم ومنظمات دولية وسفراء ونواب وحضور كبير ملئ الملعب .

وأدي الرئيس محمد ولد عبد العزيز اليمين الدستوري أمام المجلس الدستوري وبعد أدائه اليمين نزل رؤساء الدول والوفود الممثل للدول من منصة الشرف لتهنئة الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

والقي رئيس محمد ولد العزيز بهذه المناسبة خطابا هنئ فيه الشعب على أجواء السكينة والتنافس الإيجابي والشفافية والنزاهة التي طبعت الإنتخابات التي برهنت علي حسن التجربة الديمقراطية الموريتانية وفي مايلي نص خطاب الرئيس كاملا:

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبيه الكريم،

صحاب الفخامة السادة رؤساء الدول والحكومات،أصحاب المعالي ممثلي الدول والحكومات،السيد رئيس المجلس الدستوري، اصحاب السعادة السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية والقنصلية،

السادة ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية،

مواطني الأعزاء،

يطيب في البداية، ان ارحب بضيوفنا الكرام اصحاب الفخامة والمعالي، الذين شرفونا بحضورهم معنا اليوم ، رغم مشاغلهم الجمة، لمشاركة الشعب الموريتاني احتفاله بهذا الحدث الهام، فلهم منا جميعا جزيل الشكر وعظيم العرفان.

كما أهنئ الشعب الموريتاني، رجالا. ونساء شيبا وشبابا على اجواء السكينة والتنافس الإيجابي، التي طبعت الانتخابات الرئاسية الاخيرة.

ان الشفافية والنزاهة التي ميزت هذه الانتخابات بشهادة جميع المراقبين الوطنيين والدوليين تبرهن بجلاء، على نضج التجربة الديموقراطية الموريتانية.

وانتهز هذه الفرصة لأتوجه بخالص شكري ، وكامل امتناني ، الى كل المواطنين الموريتانيين الذين منحوني ثقتهم ، لرئاسة البلاد لمأمورية ثانية. وأود كذلك ان أعبر لكل الناخبين داخل البلاد وخارجها، عن تثميننا وتقديرنا الكبيرين لمستوى المشاركة، الذي يعتبر من ارفع المستويات في شبه المنطقة.

لقد برهن شعبنا العظيم خلال الاستحقاقات الاخيرة على نضج عميق وتعلق تام بالديموقراطية وعلى وعي مدني رفيع ومواطنة حقة تحصن مسيرته الديموقراطية من كل انحراف بها عن جادة الطريق القويم.

وتؤكد نتائج انتخابات الواحد والعشرين يونيو 2014 والظروف الجيدة التي جرت فيها، على ان الفائز الاول والأخير هو الشعب الموريتاني، وفي هذا السياق أتعهد امام الله ثم أمامكم مواطني الأعزاء، بأن اضطلع بدوري الدستوري كاملا بصفتي رئيساً لكل الموريتانيين وان لا أدخر جهدا في سبيل تقدم وازدهار بلدنا ورفاه شعبنا.

أصحاب الفخامة،

مواطني الأعزاء، أيها السادة والسيدات،

لقد قطعت بلادنا خلال السنوات الخمس الاخيرة أشواطا متقدمة في مجالات شتى، كصون مقدساتنا الاسلامية وتثمين تراثنا الثقافي وتوطيد وحدتنا الوطنية واستتباب الأمن وضبط الحالة المدنية وترسيخ الديموقراطية ومحاربة الفساد والقضاء على مخلفات الرق وتسوية الإرث الإنساني والتكفل بالمبعدين والاهتمام بالشرائح الهشة من مجتمعنا والعناية بالنساء والشباب.

كما تم تحقيق إنجازات معتبرة في مجالات توفير الخدمات الاساسية من صحة وتعليم وماء وكهرباء وتشييد للبنى التحتية خدمة لتنمية اقتصادية واجتماعية مندمجة وترقية الرياضة والعمل على ان تحتل موريتانيا المكانة اللائقة بها إقليميا ودوليا.

وقد رافقت هذه الإنجازات تعديلات دستورية نصت على ان الاسترقاق جريمة ضد الانسانية وتم اتخاذ العديد من الإجراءات في مجال ترقية حقوق الانسان ودعم الصحافة المستقلة وتعزيز الحريات الفردية والجماعية فألغيت عقوبة الحبس في قضايا النشر وتم تحرير الفضاء السمعي البصري ووسعت صلاحيات السلطة العليا للصحافة والجمعيات البصرية.

وقد وفرت إرادتنا الدائمة في الانفتاح وإشاعة الحريات مناخا مناسبا لعمل سياسي وطني مسؤول، كما تعززت أركان المدونة الانتخابية من خلال جملة إجراءات تضمن الشفافية فتم على سبيل المثال ادخال درجة اكبر من النسبية مكنت من إنصاف النساء وتوسيع قاعدة التمثيل البرلماني، وقد أفضت هذه الإصلاحات الجوهرية الى انشاء لجنة وطنية مستقلة للانتخابات مكلفة بتنظيم الانتخابات والإشراف الشامل عليها.

اصحاب الفخامة، مواطني الأعزاء، أيها السادة والسيدات، سنعمل بحول الله وقوته على مضاعفة الجهود صونا لهذه المكاسب الثمينة وتعزيزا لمسيرة الإصلاح على جميع الأصعدة.

وفي هذا السياق سنواصل بجد وإخلاص ترسيخ قيمنا الاسلامية السمحة ومحاربة مظاهر الغلو والتطرف والتصدي بحزم لكل ما من شانه المساس بمقدساتنا او التأثير السلبي على النهج الوسطي الذي عرفت به بلاد شنقيط على مر العصور، وساهم أهلها في نشره بالحكمة والموعظة الحسنة.

ان قطاع القضاء مرفق عمومي أساسي نظرا لما له من دور فعال في صون الحقوق المادية والمعنوية للمواطنين ونشر العدالة بين الناس والمحافظة على السلم الأهلي وتشجيع للاستثمار الوطني والأجنبي، ولهذه الاعتبارات ولغيرها سيشهد هذا القطاع بحول الله وقوته إصلاحات جوهرية تعزز استقلالية القضاء وتضمن مهنيته وترسخ سلطة القانون.

وسنسعى جاهدين الى عصرنة الادارة العمومية والرفع من ادائها وتأهيل وكلائها وتبسيط إجراءاتها وتقريبها من المواطن، وسيحتل الإصلاح الترابي مكانة محورية قائمة على لا مركزية تسعى الى تثمين الموارد المحلية والى تنويع مصادر الدخل وزيادة فرص العمل وتحقيق تنمية منسجمة تقلص الفوارق الاجتماعية والتنموية بين مختلف مناطق الوطن.

اصحاب الفخامة، مواطني الأعزاء، أيها السادة والسيدات،

سنسهر على مواصلة محاربة الفساد، واستحداث الآليات القانونية الملائمة للقضاء نهائيا على الرشوة والممارسات المخلة بقواعد الحكامة الرشيدة. فالفساد عائق حقيقي في وجه التنمية الاجتماعية والاقتصادية وستظل مكافحته من أولى الأولويات ، خلال المأمورية الرئاسية الجديدة.

لقد اتبعنا سياسات اقتصادية حازمة مكنت من تحقيق معدلات نمو تجاوزت 6 في المائة وانتهجنا مقاربات قطاعية أدت ، من بين أمور اخرى الى استغلال امثل لمواردنا المعدنية والى استصلاح مساحات زراعية واسعة، ساهمت في توفير اكثر من 60% من احتياجات البلد من مادة الأرز والى مراجعة اتفاقات الصيد مع الاتحاد الاوروبي بشكل يضمن مردودية اكبر لموريتانيا . كما ساهمت هذه المقاربات في خلق عشرات الآلاف من فرص العمل.

وسنواصل بحول الله وقوته هذه السياسات خلال السنوات الخمس المقبلة وصولا الى مستويات إنتاجية أعلى وخدمية أحسن وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين. كما سيحظى قطاع التنمية الحيوانية بعناية خاصة سعيا الى دمجه في الدورة الاقتصادية.

ودعما لكل ذلك فان انتاج الطاقة الكهربائية التقليدية والمتجددة سيعرف ارتفاعا كبيرا خلال السنوات المقبلة كما سيتواصل برنامج فك العزلة عن المناطق الداخلية بشق المزيد من الطرق وتعبيدها.

اصحاب الفخامة، مواطني الأعزاء، أيها السادة والسيدات،

ان الأمن عماد الدولة وأساس استقرارها فبدون أمن لا يمكن تحقيق اي شكل من أشكال التنمية. وعلى الرغم من الحصيلة الإيجابية للسنوات الخمس الاخيرة في مجال الأمن والدفاع وما لها من اثر إيجابي في استعادة مواطنينا للثقة في قواتنا المسلحة وقوات امننا والتقدير الكبير من لدن شركائنا، الا ان التحديات الإقليمية والدولية تحتم علينا بذل جهود مضاعفة في مجالات التأهيل والتكوين والتجهيز. وفي هذا الإطار فإننا لن ندخر أي جهد في سبيل الرفع من جاهزية قواتنا المسلحة وقوات امننا حماية للمواطنين وممتلكاتهم ولمواجهة مختلف أشكال التهديد المحتملة لأمن البلاد. وسنعمل على تعزيز المكانة المتميزة التي تحظى بها بلادنا إقليميا ودوليا في مجال الأمن والدفاع والتي تفرض علينا المساهمة في الجهود الإقليمية والدولية في مجال حفظ السلم الأهلي في الدول الافريقية الشقيقة التي تواجه تحديات أمنية حادة.

لقد عرفت سياستنا الخارجية خلال المأمورية المنصرمة حيوية اهلتنا لاسترجاع مكانتنا عربيا وإفريقيا وعلى المستوى الدولي. فقد سهرنا على توطيد العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة والمساهمة في حل النزاعات وحفظ السلام في مناطق عديدة من قارتنا وفي العالم.

كما أولينا عناية كبيرة لأمن وكرامة رعايانا في الخارج والحفاظ على ممتلكاتهم وسنستمر في هذا النهج تعزيزا لمكاسبنا وصونا لمكانة بلادنا، وسنواصل مساهمتنا في تحقيق السلام وتسوية النزاعات الإقليمية والدولية ومحاربة الإرهاب وتهريب المخدرات والجريمة العابرة للحدود. كل ذلك في إطار من التفاهم الودي والتعاون الوثيق مع الدول الاخرى على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف.

اصحاب الفخامة، مواطني الأعزاء، أيها السادة والسيدات،

لقد تميزت المأمورية المنصرمة بتشجيع الشباب والنساء على النهوض بدورهم كاملا في عملية البناء الوطني اذ لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة وطاقات الشباب والنساء غير مستغلة بالشكل الملائم، فالنساء يمثلن اكثر من نصف المجتمع اما الشباب فهو القوة الحية الرئيسة في المجتمع.

سنعمل خلال السنوات الخمس المقبلة بإذن الله تعالى على ان يحتل الشباب الموريتاني والنساء الموريتانيات المكانة اللائقة بهم في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وفي هذا الإطار واستجابة لتطلعات الشباب التي عبر عنها المشاركون في لقاء الشباب الأخير، ستحظى الأنشطة الموجهة لصالح الشباب بالأولوية خلال السنوات المقبلة. كما سيتم ضمان وتعزيز ولوج المرأة الى الوظائف التنفيذية وستحظى بتشجيع اكبر لاستقلاليتها الاقتصادية وسنكافح بقوة كل اشكال العنف ضد المرأة.

ان النتائج المشرفة التي تحققت في الميدان الرياضي تشجعنا على مواصلة الجهود الحثيثة الرامية الى ترقية الرياضة في بلادنا وصولا الى مستويات الأداء التي تليق بامتنا العظيمة إقليميا ودوليا.

اصحاب الفخامة، مواطني الأعزاء، أيها السادة والسيدات،

لقد ظلت مكافحة الفقر هاجسا تنمويا أخذت مبكرا على نفسي عهدا بان انهض به. ولا زلت أشعر رغم أهمية ما أنجز في المأمورية المنصرمة ، ان للفقراء من مواطني الأعزاء في آدوابه والأرياف والقرى والأحياء الشعبية دينا مستحقا في ذمتي.

وفي هذا السياق فان جهود السلطات العمومية ستنصب على توفير الخدمات الاساسية وتكثيف الدعم للنشاطات المدرة للدخل وتشييد المزيد من البنى التحتية باعتبارها رافعة أساسية لتنشيط الدورة الاقتصادية.

وسنعمل على توسيع وتنويع التكوين المهني بمواءمة مخرجاته مع حاجات سوق العمل كما سنسهر على خلق الظروف المناسبة لجلب الاستثمار الخارجي وتشجيع المبادرات الخاصة،للرفع من نسبة التشغيل بصفة عامة والتشغيل الذاتي بصفة خاصة لاسيما في أوساط الشباب حملة الشهادات.

وفي مجال التعليم ستشكل مواصلة إصلاح منظومتنا التربوية عنوانا بارزا لعملنا في السنوات الخمس القادمة. وسيشمل ذلك الكم والكيف حتى يساهم قطاع التعليم بفعالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلد. فعلى المدرسة ان تصبح فضاءا لترسيخ الوحدة ورافعة للترقية الاجتماعية. وفي هذا الإطار يجب ان يتمكن كل طفل موريتاني من الولوج الى المدرسة ليتلقى تكوينا قاعديا ناجعا في جو تطبعه المساواة وتكافؤ الفرص. وستعمل الدولة على تكثيف التدخل في مجال البنى التحتية المدرسية وتجهيزها وتكوين المكونين بها وتشجيع التميز داخلها.

وفي مجال الصحة سنعمد الى انشاء أقطاب جهوية وصولا الى تغطية شاملة تؤمن جودة العلاجات العمومية وتوسع مجال التكفل بالمرضى سعيا الى تحقيق التأمين الشامل والى انشاء صندوق للتضامن لصالح المواطنين الأكثر فقرا والى دمج امثل لأصحاب الاحتياجات الخاصة. وستحظى البنى التحتية وتطويرها بعناية خاصة بالاضافة الى الرفع من كفاءة الطاقم البشري الصحي وتوفير الأجهزة الضرورية وإصلاح قطاع الصيدلة.

اصحاب الفخامة، مواطني الأعزاء، أيها السادة والسيدات،

ان التعدد العرقي والتنوع الثقافي في بلادنا يمثل عنصر تميز وثراء، ومن واجب كل الموريتانيين الاعتزاز بهذا التميز والدفاع عن ذلك الثراء.لقد عاش الشعب الموريتاني عبر تاريخه المجيد في لحمة اجتماعية صلبة قوامها عدالة الاسلام وسماحته وتضامن وتكافل المسلمين في ما بينهم. ولقد اتبعنا في السنوات الخمس الاخيرة سياسات تكفل القضاء على مخلفات الرق وتعزز الوحدة الوطنية من خلال تسوية الإرث الإنساني وطي ملف المبعدين وتحسين الظروف المعيشية للشرائح الهشة.

وسنتصدى بحزم لدعاة النعرات العنصرية والشرائحية والفئوية والقبلية التي تهدد بتفكيك نسيجنا الاجتماعي ولحمتنا الوطنية. فنحن شعب واحد نسعى للانتصار في معركتنا ضد التخلف ونطمح لتأسيس مجتمع ينعم بالعدالة والمساواة بين كافة أبنائه، في الحقوق والواجبات ومعيار التفاضل فيه يتحدد على أساس الكفاءة والتميز والمواطنة الحقة.

اصحاب الفخامة، مواطني الأعزاء، أيها السادة والسيدات،

بالضبط المحكم للحالة الأمنية والوقوف في وجه دعاة التفرقة العنصرية ومحاربة الفساد ، وتشجيع المبادرات العامة والخاصة والاستثمار الخارجي في اجواء تطبعها الحرية وسيادة القانون، سيكون بوسعنا ان نحقق اهم هدف لدينا الا وهو توفير ظروف حياة كريمة لكل عائلة موريتانية ، ولكل مواطن موريتاني ، والحفاظ على اللحمة الاجتماعية.

عاشت موريتانيا حرة، ديموقراطية ، قوية ومزدهرة...

أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".

 

صور:

 

 

سبت, 02/08/2014 - 20:56

          ​