ﻳﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺰﺍﺡ ﻭﺍﻟﺘﻨﻜﻴﺖ ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﻟﺪ ﺣﻨﻨﺎ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻟﺪ ﻣﻴﻨﻲ ﻭﺭﻓﺎﻗﻬﻢ ﺿﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻟﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻄﺎﻳﻊ ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ ﺳﻨﺔ 2003 ﺍﺧﺘﻼﻑَ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ . ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭ ﺳﻌﺪ ﺑﻮﻩ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ، ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﺤﻠﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﻃﺎﺋﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻳﻮﺟﻪ ﺭﻓﻘﺎﺀﻩ ﻭﻫﻢ ﻳﺤﺎﺻﺮﻭﻥ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻭﺗﮕﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻼ : ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻣﻬﺎﺟﻤﺘﻜﻢ ﻣﻦ " ﺗﻞ " ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺣﺴﺐ ﺳﻌﺪ ﺑﻮﻩ ﻓﻴﻮﺟﻪ ﺯﻣﻼﺅﻩ ﻧﻴﺮﺍﻫﻢ ﺷﺮﻗﺎ ﻷﻥ " ﺗﻞ " ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﻞ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓُﻘﺪ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻻﺳﺘﻄﻼﻉ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻻﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﺻﻄﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ، ﻭﻟﻢ ﺗﻨﻔﻊ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺳﻌﺪ ﺑﻮﻩ ﺑﻞ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﻣﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺼﻮﺩ . ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﺒﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺇﺧﻔﺎﻕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﺌﺔ . ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻘﺎﻝ ﻭﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﻜﺘﺔ، ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﺸﻜﻼ .
ﻳﺘﻔﻖ ﻣﺘﻜﻠﻤﻮ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺪﻟﻮﻻﺗﻬﺎ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻄﻠﻖ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺑﻞ ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺑﺪﺀﺍ ﺑﺄﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺗﻴﺮﺱ ﻭﻣﺎ ﻭﻻﻫﺎ ﻛﺎﻟﺤﻤﺎﺩﺓ ﻭﺇﮔﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻭﻇﻬﺮ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﻭﺗﮕﺎﻧﺖ ﻭﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻨﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﻭﮔﻴﺪﻳﻤﺎﻏﺎ ﻭﺍﻟﺤﻮﺽ ﺑﺠﺰﺋﻴﻪ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺣﺘﻰ ﻧﺼﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃﺯﻭﺍﺩ ﻟﻔﻆ " ﺷﺮﮒ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭ " ﺳﺎﺣﻞ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭ " ﺗﻞ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭ " ﮔﺒﻠﻪ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ .
ﺃﻣﺎ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺎﺫﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺑﺪﺀﺍ ﺑﺎﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻓﺎﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻴﺮﺱ ﻓﺒﺎﻃﻦ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﻨﺸﻴﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻨﺔ ﻓﮕﻮﺭﮔﻮﻝ، ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ " ﺷﺮﮒ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻛﻠﻤﺔ " ﺳﺎﺣﻞ " ﻭﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻛﻠﻤﺔ " ﮔﺒﻠﻪ " ﻭﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻛﻠﻤﺔ " ﺗﻞْ ."
ﻓﺎﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺇﺫﻥ ﻟﻴﺲ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﺧﺮﻯ؛ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﻂ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﮕﻌﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻣﺎﺭﺍ ﺑﺘﻴﺮﺱ ﻓﺒﺎﻃﻦ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﻓﺈﻳﻨﺸﻴﺮﻱ ﻓﺂﻭﻛﺎﺭ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻨﺔ ﻧﺰﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻏﻮﺭﻏﻮﻝ . ﻓﻠﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺨﻂ ﺟﻬﺎﺕ ﺗﺨﻠﺘﻒ ﺏ 90° ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﻤﻮﺿﺢ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻘﺔ .
ﺃﺳﺎﺱ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ
ﻛﻞ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪﻩ ﻟﻠﺠﻬﺎﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ، ﻭﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻗﻄﻌﺎ ﻭﻋﺮﻓﺎ، ﻭﺣﻴﻦ ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻻ ﺗﺠﺪ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﻻ ﺭﺩﺍ ﻣﻘﻨﻌﺎ، ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺙ ﻋﻦ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺟﻬﺎﺗﻪ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻻ ﻳﻨﺎﻗﺶ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻞ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﻻ ﻳﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻓﻠﻜﻲ ﺃﺣﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣُﻨْﺒَﻦٍ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻨﺎﺧﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ . ﻭﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻓﻲ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻟﻔﻆ ﺷﺮﮒ ﻭﻫﻮ ﺗﺼﺤﻴﻒ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺷﺮﻕ . ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﻫﻲ " ﺳﺎﺣﻞ " ﻭ " ﮔﺒﻠﻪ " ﻭ " ﺗﻞْ " ، ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﺷﺘﻘﺎﻗﻴﺔ ﻭﻻ ﺩﻻﻟﻴﺔ ﺑﻤﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﺼﻴﺢ ﺃﻱ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ .
ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻣﻤﻦ ﻟﻬﻢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺤﺺ ﻇﺎﻫﺮﺓَ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻭﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﻓﻬﻢَ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑِ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞِ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ . ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﻧﺲ ﻣﺮﺍﺩ ﺗﻔﺎﺣﻲ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﺮﺍﺟﻢ ﺃﺩﺑﺎﺀ ﺷﻨﻘﻴﻂ، ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺳﻨﺔ 1953 ﺣﻴﻦ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻐﺮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ( IFAN ) . ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺗﻔﺎﺣﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﺒﻮﺏ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻋﺎﻣﻼﻥ ﻛﺎﻧﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ .
ﻛﻤﺎ ﻗﺮﺃﺕ ﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺩﻳﻴﻐﻮ ﺑﺮﻭﺳﻴﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻡ ﻣﻼﺯﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻰ ﺣﺘﻔﻪ ﺟﻨﺮﺍﻻ ﺳﻨﺔ 1944 ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . ﻭﻳﺮﻯ ﺑﺮﻭﺳﻴﻪ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﻤﺖ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺑﻞ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﺐ ﺟﻐﺮﺍﻓﻲ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ . ﻭﻳﻌﻄﻲ ﺑﺮﻭﺳﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻣﺮﻛﺰﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﮔﻴﺒﺎﺕ ﻭﻋﻨﺪ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﮕﺒﻠﺔ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺑﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﺛﻢ ﻋﻤﻢ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻧﻴﺎﺕ ﻛﺎﺗﺮﻳﻦ ﺗﻴﻦ -ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﺘﺘﺒﻌﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻟﻠﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻣﺮﺍﺩﻓﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ . ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺑﺤﺜﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺼﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻄﻘﺲ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺗﻔﺎﺣﻲ ﻭﺑﺮﻭﺳﻴﻪ ﻭﻛﺎﺗﺮﻳﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻭﺍﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻭﺟﺎﻫﺔ ﻭﻣﻨﻄﻖ . ﻭﻓﻲ ﻇﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﻤﻌﺎﺵ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺣﻴﻮﺍﻧﻬﻢ ﻭﺣﺮﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻛﺎﻧﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﺭﺋﻴﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ .
ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ
ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺟﺪﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺭﻛﻮﺑﻪ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻟﻨﺎ ﺷﺎﻃﺌﺎ ﺃﻃﻠﺴﻴﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﺟﺪﺍ ﻭﻏﻨﻴﺎ ﺟﺪﺍ، ﻟﺬﻟﻚ ﻏﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻭﻋﻦ ﺫﺍﻛﺮﺗﻨﺎ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﺩﻗﻴﻖ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻓﻠﻜﻲ ﻭﺍﺿﺢ . ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺟﺪﺍﺩﻧﺎ ﺑﺤﺎﺭﺓً ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣِﻼﺣﻴﺔ ﻭﺃﻋﺮﺍﻑ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﺭﻛﻮﺏ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻬﺎﺗﻨﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻻﺗﺴﺎﻕ، ﻟﻜﻦ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﺑﻤﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﻐﻴﺚ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺰﻥ ﻭﻫﺒﻮﺏ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺃﺑﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﻓﻠﻜﻲ ﺩﻗﻴﻖ ﻭﺃﺳﺎﺱ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣَﻞَّ ﺍﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﻮﻝ ﺳﻮﻟﻴﻴﻪ ( ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1886 ) ﺑﻤﺤﺼﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻓﻲ ﺭﺑﻴﻊ 1881 ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﺎﻷﻣﻴﺮ ﺍﻋﻠﻲ ﻭﻟﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ( ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1886 ) ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻋﻠﻲ ﺑﺤﻮﺯﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﺑﻮﺻﻠﺔ، ﻃﻠﺐ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﺳﺎﺋﻼ ﺳﻮﻟﻴﻴﻪ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺇﻥ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻭﺿﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺠﻪ ﻣﺆﺷﺮﻩ ﺍﻟﻤﻤﻐﻨﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﺁﻟﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ . ﺧﺎﻑ ﺑﻮﻝ ﺳﻮﻟﻴﻴﻪ ﺇﻥ ﺷﺮﺡ ﻟﻸﻣﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺑﻮﺻﻠﺘﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺃﻥ ﻳﺼﺎﺩﺭﻫﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﺘﺮﻛﻪ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻀﻴﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻣﻴﺔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻮﻱ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺇﻳﻨﺸﻴﺮﻱ ﻭﺁﺩﺭﺍﺭ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻋﻠﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺻﺤﺮﺍﻭﻱ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻟﺒﺪﺗﻪ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﻭﺻﺎﺭ ﻟﻴﻠﻪ ﻛﻨﻬﺎﺭﻩ ﻓﻬﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ . ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﺑﻮﻝ ﺳﻮﻟﻴﻴﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻸﻣﻴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺮﻳﻊ : ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻜﻤﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺣﻴﺚ ﺃﻣﻲ، ﻭﻟﺸﺪﺓ ﺗﻌﻠﻘﻲ ﺑﺄﻣﻲ ﻭﺑﺮﻭﺭﻱ ﺑﻬﺎ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﺔ ﻣﻌﻲ، ﺇﺫ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺃﻣﻲ ﺃﺧﺮﺟﺘﻬﺎ ﻓﻴﺬﻛﺮﻧﻲ ﻣﺆﺷﺮﻫﺎ ﺑﺠﻬﺔ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ . ﺗﺮﻙ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﻮﺻﻠﺔ ﻟﻠﺮﺣﺎﻟﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻗﺘﻨﺎﻋﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ . ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺭﺣﻠﺔ ﺳﻮﻟﻴﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﺗﺆﺭﺥ ﻷﻭﻝ ﺍﺣﺘﻜﺎﻙ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺒﻮﺻﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﺣﺘﻜﺎﻙ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﻋﻨﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺬﻛﺮ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻇﻞ ﻏﺎﺋﺒﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺇﻣﺮﺍﮔﻦ ﺍﻟﻤﺤﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻭﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺮﻑ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻣﻨﺬ ﻏﺎﺑﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻭﻳﺴﻜﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﻗﺮﺏ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ .
ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ
ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻘﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻓﺘﺌﺖ ﺗﻨﻔﺾ ﺻﺤﺮﺍﺀﻧﺎ ﻃﻮﻻ ﻭﻋﺮﺿﺎ ﺩﻭﺭٌ ﻫﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺕ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﻴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻄﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻟﻴﻼ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻟﻼﻫﺘﺪﺍﺀ ﻭﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ . ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻷﺩﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺳﻮﻥ ﻭﺧﻔﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﺍﻟﻔﻼﻧﻲ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻜﻢ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻛﻢ ﺃﻭ ﻣﺴﺎﻣﺘﺎ ﻟﻠﺮﺃﺱ .
ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻮﻥ ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺑﻬﺎ " ﻧُﻴَﺠْﻤَﺎﺕ ﺑِﺎﻟْﻬَﺎﺩِﻱ " ﻭﻋﺪﺩﻫﺎ ﺧﻤﺲ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻠﻜﻴﺎ ﺑﻜﻮﻛﺒﺔ ﺍﻟﺪﺏ ﺍﻷﺻﻐﺮ، ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﻤﺪﻩ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ . ﻭﻧﺠﻢ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻳﻌﻠﻮ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻭﻳﻘﻊ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺟﺪﺍ ﻣﻦ ﻣﺤﻮﺭ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻮﻝ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ، ﻭﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺩﺍﺋﻤﺎ . ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺎﻣﺎ ﺟﺪﺍ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ . ﻭﻟﻌﻞ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻬﺎﺩﻱ ( ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ) ﻋﺎﺋﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻬﺪﻱ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﻫﺎ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻀﺎﻝ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﻣﺄﻣﻦ . ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺟﺪﺍ : " ﺃﮔﺮﺏ ﻣﻨُّﻮ ﺑﺎﻟﻬﺎﺩﻱ " ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻨﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﺪ . ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
ﺃﻫﻞ ﺃﻡ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﮔﺎﻝ ﺣﺪ ۞ ﺃﮔﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻬﺎﺩﻱ
ﻭﺃﻫﻞ ﺃﻡ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺟﺎﻭ ﺑﻌﺪ ۞ ﻳﺎ ﺃﻣﺔَ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ
ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻬﺘﺪﻭﻥ ﺑﺎﻟﺜﺮﻳﺎ ﻭﻫﻲ ﻋﻨﻘﻮﺩ ﻧﺠﻤﻲ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭ، ﻭﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻮﻥ ﺍﺳﻢ " ﺍﻟﻤﺸﺒﻮﺡ " ﻋﻠﻰ ﻧﺠﻮﻡ ﺍﻟﺠﻮﺯﺍﺀ ﺃﻱ ﺍﻟﻬﻘﻌﺔ ﻭﺍﻟﻬﻨﻌﺔ، ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻭﻣﻌﻴﺎﺭﺍ ﻟﻼﻫﺘﺪﺍﺀ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ .
ﻫﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻭﻣﺴﺎﺭﺏ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺳﺒﺐ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ؟
ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮﻋﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻟﻨﻔﺘﺮﺽ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻇﻞ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﻣﻮﺍﺳﻤﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﺍﻟﺒﺪﻭﻳﺔ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﻣﺪﺧﻠﻬﺎ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺴﺔ ﻭﻫﻲ " ﻣﮕﻔَﻰ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ " ﺃﻭ " ﺳﻬﻮﺓ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ."
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﻃﻴﺎ ﺑﻞ ﺇﻥ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺒﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ . ﻓﻔﻲ ﺗﮕﺎﻧﺖ ﻣﺜﻼ ﺗﻌﺘﺒﺮ " ﺍﻟﺘﻠﻴﺔ " ﻭﻫﻲ ﺭﻳﺎﺡ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺔ، ﻭﺃﻗﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﺤﺔ " ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ " ﻭﻫﻲ ﺭﻳﺎﺡ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﮕﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ " ﺍﻟﮕﺒﻠﻴﺔ " ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﺗﮕﺎﻧﺖ ﺃﻭ " ﺍﺷﺮﻳﮕﻴﺔ " ﻭﻫﻲ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺭﻳﺎﺣﻴْﻦ ﻣﻌﺘﺪﻟﺘﻴﻦ ﺑﻞ ﻭﻣﺒﺸﺮﺗﺎﻥ ﺑﻬﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﻮﺽ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ " ﺗﻞ ﺳﺎﺣﻞ " ﺃﻱ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻟﺔ ﻓﺘﺴﻤﻰ " ﺍﻟﮕﺒﻠﻴﺔ " ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ .
ﻭﻓﻲ ﺗﻴﺮﺱ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻣﺜﻼ ﻧﺠﺪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﺎﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺃﻭ " ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ " ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ - ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻭﺗﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﺑﺎﺳﻢ " ﺍﺟﺮﻳﺤﻪ " ﻓﻜﻠﺘﺎﻫﻤﺎ ﺿﺎﺭﺓ ﺑﺎﻷﺑﺪﺍﻥ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﻳﺮﻳﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻓﻬﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺒﺐ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺟﻔﺎﻑ ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻤﺮﻏﻮﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻣﺜﻼ ﻓﻬﻲ : " ﺍﻟﻬﻜﺮﻱ " ﺃﻭ " ﺭﻳﺎﺡ " ﺍﻟﮕﺒﻠﻪ " ﻭﺗﻬﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ، ﻭﻛﺬﻟﻚ " ﺭﻳﺢ ﺍﻟﻔُﻼَّﻧﻲ " ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ . ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ .
ﻭﺣﺘﻰ ﻻ ﺃﺗﻌﺐ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻓﻤﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻛﺎﺗﺮﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ " ﺍﻟﺘﻞ " ﺭﻳﺎﺡ ﺿﺎﺭﺓ، ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻧﺖ " ﺍﻟﺘﻞ " ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻕ . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺐ ﻣﻦ " ﺍﻟﮕﺒﻠﻪ " ﺭﻳﺎﺣﺎ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ ﻭﻣﺤﺒﺒﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻋﺘﺒﺮﻧﺎ " ﺍﻟﮕﺒﻠﻪ " ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ . ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻛﺎﻥ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻭﻣﺠﺎﻧﺒﺎ ﻟﻠﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ . ﻓﺎﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺔ " ﺍﻟﮕﺒﻠﻴﺔ " ﺃﻣﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ﻓﺘﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺔ " ﺍﻟﺘﻠﻴﺔ ." ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺟﻬﺔ " ﺍﻟﮕﺒﻠﺔ " ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﻛﺬﻟﻚ " ﺍﻟﺘﻞ " ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻡ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﻓﺘﺨﻠﺘﻒ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻭﺗﺘﺤﺪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺳﻮﺍﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻟﺔ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ . ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﻣﻔﻌﻮﻟﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎﺀ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻣﻜﺮﺳﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﻭﻣﻨﻔﺘﺤﺎ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻟﺔ ﻭﻣﻐﻠﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ .
ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺠﻬﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ
ﺗﻜﺮﺱ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺤﻮﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺔ : ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﻋﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﻟﻴﺎﺕ ﻭﻻﺗﺔ ﺗﺠﺪ ﺃﻥ " ﺃﻫﻞ ﺍﻟﮕﺒﻠﺔ " ﻓﻲ ﻋﺮﻑ ﺃﻫﻞ ﺃﺯﻭﺍﺩ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﻠﻮﺵ ﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ " ﺍﻟﮕﺒﻠﺔ " ﺃﻱ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ . ﻭﺗﻄﻠﻖ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻷﺯﻭﺍﺩﻳﺔ ﻣﺼﻄﻠﺢ " ﺍﻟﺒﺮﺍﺑﻴﺶ ﺍﻟﮕﺒﻠﻴﻴﻦ " ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻻﺩ ﺇﻋﻴﺶ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻴﻆ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭﺍﺕ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺤﺎﺫﻭﻥ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﻠﻮﺵ ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻬﻢ ﺍﻟﺒﺮﺍﺑﻴﺶ ﺍﻟﺘﻠﻴﺔ ﻭﻫﻢ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﻭﻻﺩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﻏﻴﻼﻥ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺑﻮﺧﺼﻴﺐ .
ﻭﺗﺴﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﺍﺑﻴﺶ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺕ ﺣﺪﺛﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﻔﺼﻠﺖ ﻛﻮﻧﻔﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﺑﻴﺶ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻏﺮﺑﺖ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﻭﺗﻀﻢ ﺃﻭﻻﺩ ﺇﻋﻴﺶ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻴﻆ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺗﻌﺮﻑ " ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﺑﻴﺶ ﺍﻟﮕﺒﻠﻴﺔ " ﻭﺷﺮﻗﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﻀﻢ ﺃﻭﻻﺩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺗﻴﮓ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﻏﻴﻼﻥ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺑﻮﺧﺼﻴﺐ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺗﻌﺮﻑ " ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﺑﻴﺶ ﺍﻟﺘﻠﻴﺔ ."
ﺍﻧﻔﺼﻠﺖ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﺮﻣﺰ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﺯﻭﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﻓﺼﻴﻠﻴﻦ : ﺷﺮﻗﻴﻴﻦ ﻭﻫﻢ ﺗﺮﻣﺰ ﺍﻟﺘﻠﻴﺔ ﻭﻏﺮﺑﻴﻴﻦ ﻭﻳﺴﻤﻮﻥ ﺗﺮﻣﺰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻭﺣﺎﻟﻔﻮﺍ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﻠﻮﺵ .
ﻭﺍﻟﻤﺤﺼﺮ ﺍﻟﺸﺮﮔﻲ ( ﺃﻱ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ) ﻋﻨﺪ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﺸﻈﻮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺃﺣﻤﺪُّ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﻨﻮﺏ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺃﻧﺪﺍﺩﻫﻢ ﻭﺯﻋﻴﻤﻬﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﻣﺸﻈﻮﻑ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻭﻣﻌﻪ ﺣﻠﻔﺎﺅﻩ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻮﻥ ﺃﻫﻞ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﻮﺩ . ﻭﻳﺴﻤﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻤﺤﺼﺮ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻲ ﺃﻱ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻳﻄﻠﻖ ﻟﻔﻆ " ﺍﻟﮕﺒﻠﺔ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﮕﺒﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﺮﺭﺍﺯﺓ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﺍﻟﻜﺤﻞ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺮﻭﺯﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻜﻦ ﺷﻤﺎﻣﺔ ﺩﻭﻥ ﺳﻮﺍﻫﺎ ﻛﺄﻭﻻﺩ ﺑﻨﻴﻮﮒ ﻭﺍﻭﻻﺩ ﺑﻮﻋﻠﻲ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺁﮔﺸﺎﺭ ...
ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪﻫﺎ " ﮔﺒﻠﺘﻬﺎ " ﺃﻭ ﺟﻬﺘﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﮕﺒﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ .
ﻭﻻ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ . ﻓﺄﻫﻞ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺤﻮﺿﻴﺔ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺗﺠﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻴﻨﺪﻭﻑ . ﻭﻓﻲ ﺣﻮﻟﻴﺎﺕ ﺗﻴﺸﻴﺖ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺟﻬﻮﻱ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﻴﺸﻴﺖ ﻓﺈﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ " ﺍﻟﺰﺭ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻲ " ﻓﺎﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻴﺸﻴﺖ ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻋﺮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺃﻫﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺴﻠﻢ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻄﻠﻖ " ﺍﻟﺰﺭ ﺍﻟﮕﺒﻠﻲ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻜﻨﻪ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﺎﺳﻨﺔ .
ﻭﺗﻨﻘﺴﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﮔﻴﺒﺎﺕ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭﻳﺮﺟﻊ ﻧﺴﺒﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺮﮔﻴﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﮔﻴﺐ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻭﻫﻢ ﺇﻣﺎ ﺫﺭﻳﺔ ﺍﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺮﮔﻴﺒﻲ ﻭﻫﻢ ﺃﻭﻻﺩ ﻣﻮﺳﻰ ( ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﺑﻼﻭ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﻴﮕﻮﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﺍﻋﺪ ) ، ﺃﻭ ﺫﺭﻳﺔ ﺃﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ( ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ) ، ﻭﺍﻟﺘﻬﺎﻻﺕ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺑﻮﺭﺣﻴﻢ . ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﺭﮔﻴﺐ ﺍﻟﺸﺮﮒ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻘﻮﺍﺳﻢ ( ﺃﻫﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﻟﺒﻴﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﻩ ) .
ﻭﻳﻜﺜﺮ ﻓﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺤﻮﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪﻱ ﺫﻛﺮ ﻣﺸﻈﻮﻑ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻭﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺸﻈﻮﻑ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻤﺒﻌﺠﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﺭﻧﺔ ﺍﻧﻔﺼﻼ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺸﻈﻮﻑ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﺑﺎﻟﺤﻮﺽ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﻓﻌﺮﻓﻮﺍ ﺑﻤﺸﻈﻮﻑ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ . ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺮﺍﺑﻴﺶ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺮﻋﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺠﻌﺎﻓﺮﺓ .
ﻭﻳﻌﻨﻲ ﺳﺪﻭﻡ ﺑﻦ ﺍﻧﺠﺮﺗﻮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﺷﻌﺎﺭﻩ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﺩﻭﻥ ﺳﻮﺍﻫﺎ، ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺪﻭﻡ :
ﻳﺎﻟﻠﻲ ﺑﺎﻟﻄﻴﺐ ﺍﺗﺠﺮ ﺍﻟﺠﺎﺭْ ۞ ﻭﺍﺑﻜُﺒْﺮْ ﺍﻟﻤﻌﻂ ﻭﺍﻟﺘﺮﻳﺎﺱْ
ﺑﻴﻦْ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻭﺍﻋْﺮﺏْ ﺯﺍﺭْ ۞ ﺀُ ﻫﺠﻤﺖْ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍﻋﺮﺏ ﮔﺮْﮔﺎﺱْ
ﻭﻳﻌﻨﻲ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻫﻨﺎ ﺃﻭﻻﺩ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺳﻮﺍﻫﻢ ﻭﻳﻌﻨﻲ ﺑﻌﺮﺏ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻭﻳﻌﻨﻲ ﺑﻌﺮﺏ ﮔﺮْﮔﺎﺱْ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻣﺒﺎﺭﻙ .
ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻓﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﻭﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺤﻮﻟﻴﺎﺕ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻻﺩ ﺩﻟﻴﻢ ﻭﺗﻜﻨﻪ ﻭﺍﻟﺮﮔﻴﺒﺎﺕ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﺗﻴﺮﺱ ﻭﺍﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ .
ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺎﺓ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻮﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺭﺗﻴﺎﻧﻴﺔ ﻧﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻋﻨﺼﺮ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺑﻌﺾ ﺃﺟﺰﺍﺋﻬﺎ . ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻭﻟﻮﻝ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻨﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺫﻛﺮ ﺃﻱ ﺟﻬﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺃﻣﺮ ﻣﻔﻴﺪ، ﻭﺿﺮﻭﺭﻭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺩﻻﻟﺔ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ .
ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺩﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ
ﺗﺘﻮﺳﻊ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻠﺸﻤﺎﻝ " ﺗﻞ " ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻣﻨﻪ ﻫﻲ " ﺍﻣﮕﺎﻓﻲ " ﻭﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﺃﺻﻞ ﻓﺼﻴﺢ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﻔﺎ، ﻓﺎﻟﺨﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻓﺈﻥ ﻗﻔﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ . ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ " ﺍﻟﺴﻬﻮﺓ " ﻭﺍﻟﺼﻔﺔ ﻣﻨﻪ " ﺍﻣﺴﻬﻮﻱ " ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ :
ﻫَﺎﺫ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺍﺗﻔﻮ ﺑﻴﻪ ۞ ﻣﺎﺭﺕْ ﻋﻨﻮ ﻏﺪّﺍﺭ
ﻣﺎﺭﺕ ﻣﺎ ﺗﻮﺭَ ﻓﻴﻪ ۞ ﺣﻼﻭَ ﻣﺎ ﺗِﻤْﺮﺍﺭْ
ﺧﻈﺖْ ﺍﻋﻞَ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ۞ ﺃﻫﻞ ﺃﻱَّ ﻳﺎﻟﻘﻴﻮﻡ
ﺷﻔﺖ ﺁﮔﻮﻡ ﺍﻟﺘﻴﺪﻭﻡ ۞ ﻟِﻤْﺴَﻬْﻮِﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﺭ
ﻣﺤﺮﻭﮒْ ﻭُﻋﺎﺩ ﺍﺣﻤﻮﻡ ۞ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﻳﺎﻟﻘﻬﺎﺭ
ﻣﻌﻮﺩ ﺣﺮﺍﮒ ﺁﮔﻮﻡ ۞ ﻣﺎﻫُﻮ ﻓﺎﻫﻢ ﻟﺨﺒﺎﺭ
ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺒﺮﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻣﺾ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ " ﺍﺑﺮﮒ ﺻﻠﻮﺍﻧﻲ " ﺃﻱ ﺑﺮﻕ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ .
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺇﺫﺍ ﺃﺟﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺰ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ " ﺫﺍﻙ ﺝَ ﺳﺎﺣﻠﻚْ " ﻭﻫﻲ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻧﺒﺔ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ . ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ " ﺝَ ﺗﻞ ﺳﺎﺣﻞ ﺫﺍﻙ " ﻭﻫﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ . ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﻟﺪ ﺩﻳﺪﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻃﻠﻌﺔ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ :
ﻭﺍﺗْﻬَﻤْﺖْ ﺍﻧْﻬُﻢْ ﻧَﺠْﺢُ ﺍﻻﺛﻨﻴْﻦْ ۞ ﻋَﮕْﺐْ ﺍﺩُّﻭ ﻣﻦْ ﻓﻌﻞْ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮْ
ﺝَ ﺑﺎﻟﻜﻞ ﻭَﺫ ﻣﺎ ﻳﺨْﺘﻞْ ۞ ﺗﻞْ ﺃﺛﺮُﻭ ﺳﺎﺣﻞْ ﺳِﻨْﻴَﺎﺗِﻴﺮْ
ﺍﻟﻤﺪﻳﺮْ ﻭُﺝَ ﻟﻮﺧﺮْ ﺗﻞْ ۞ ﺳﺎﺣﻞْ ﺳﻨﻴﺎﺗﻴﺮْ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮْ
ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻠﺬﻱ ﺃﺧﻄﺄ ﻭﺟﻬﺘﻪ " ﺝَ ﻣﻦ ﺗﻞْ ﺍﻟﺰﻳﺮَﻩ " ﺃﻱ ﺟﺎﺀ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻳﻌﺔ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻟﺪ ﻣﻜﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻣﻦ ﺷﺮﮒ ﺍﻟﺰﻳﺮَﻩ ﻋﺪﺕْ ﺍﻧﺠﻴـــﻞْ ۞ ﻣﻨﺖ ﺃﺑﻨُﻮ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ
ﻭﻣﻦ ﮔﺒﻞ ﺯﺍﺩ ﺍﺑﺬﻳﻚ ﺍﻟﺤﻴﻞْ ۞ ﺍﻧﺠﻴﻪ ﻛﺎﺭﺩ ﻟﻤﺮﻳﺮﻩ
ﻣﻦ ﺳﺎﺣﻠﻬﺎ ﻭﺍﻋﮕﺎﺏ ﺍﺟِّﻴﻞْ ۞ ﺇﺟﻴﻪَ ﻣﻦ " ﺗﻞ ﺍﻟﺰﻳﺮَﻩ "
ﻭﻣﻦ ﻛﻨﺎﻳﺎﺗﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻗﻮﻟﻬﻢ : ﻫﺬﺍ " ﻳﻌﺮﻓﻮ ﺍﻟﺬﻭﻳﺐ ﺍﻟﻠﻲ ﺗﻞ ﻭﻻﺗﻪ " ﻭﺍﻟﺬﻭﻳﺐ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻳﻘﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﻻﺗﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻗﻮﻝ ﺑﺎﺑﻪ ﺑﻦ ﻫﺪﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﻟﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺴﻲ :
ﺑﺎﺭﻙ ﺷِﻲ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﻜﻞ ﺣﺪ ۞ ﻭﺍﻧﺖ ﻟﻚ ﻣﺎﻩُ ﺑﺎﺭﻙ
ﺅُﻻ ﺧﺎﻟﮓ ﺣﺎﺳﺪ ﻣﺎ ﺍﺣﺴﺪ ۞ ﻭﺍﻧﺖ ﻣﻨُّﻮ ﻣﺘﺎﺭﻙ
ﻏﻴﺮ ﺇﻳﻞ ﺣﺴﺪ ﻛﺎﻣﻠﻴﻦ ۞ ﻓﺎﻣﺮﻭَّ ﻭﻟﻞ ﺯﺍﺩ ﺩﻳﻦ
ﻣﻨﺼﺎﺑﻠﻬﻢ ﺫُ ﺣِﺠﺘﻴﻦ ۞ ﻣﺎﻧﻚ ﻓﻴﻬﻢ ﻣُﺸﺎﺭﻙ
ﻣﺎﺭﮒ ﻟﻤﺪﺍﺭﻙ ﺍﻻﻭﻟﻴﻦ ۞ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻮﻡَ ﻟﻤﺪﺍﺭﻙ
ﻫﺎﺫ ﻟِﺒَّﻴْﺮْ ﺍﻝْ ﻫﻮﻥ ﺑﺎﺭ ۞ ﻓﺎﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺤﮕﺖ ﺑﺎﺭﻙ
ﺯَﻣْﻨَﻴْﺖُ ﻣﺎﻩُ ﺑﺎﺩﻓﺎﺭ ۞ ﻭﺍﻣﻊ ﻇﻴﻒُ ﻣﺘﺒﺎﺭﻙ
ﻓﺎﻟﺘﻠﻴﺎﺕ ﺍﻣﻦ ﺃﻳﺮﻭﺍﺭ ۞ ﻭﺍﻟﮕﺒﻠِﻲ ﻣﻦ ﺗِﺘﺎﺭﻙ
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻫﺪﺍﺭ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻃﻠﻌﺔ ﻣﻦ ﻏﺮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﺡ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺎﻣﻲ :
ﻣﺎ ﻳﮕﻄﻊ ﺣﺪ ﺍﻣﻌﺎﻙ ﻣﺼﺮﺍﻥ ۞ ﺑﺎﺭﺩ ﺫﺍﻙ ﺍﻣﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﺎ ﺇﻳﻮﻟﻲ
ﻭﺍﻧﺖ ﺍﻟﮕﺒﻠِﻲ ﻭﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻲ ﻛﺎﻥ ۞ ﻭﺍﻧﺘﺎ ﺍﻟﺸﺮﮔﻲ ﻭﺍﻧﺘﺎ ﺍﻟﺘﻠﻲ
ﻭﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﻭﻟﺪ ﻫﺎﺭ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﺎﺷﺪﺑﻴﺖ :
ﮔﻔﻴﺖ ﺃﺳﻮﺣﻠﺖ ﺃﺷﺮﮔﺖ ۞ ﻭﺍﺳﺘﮕﺒﻠﺖ ﺇﻟﻴﻦ ﺍﺳﺘﺨﺒﺮﺕ
ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺃﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺍﺳﺪﺭﺕ ۞ ﻭﺍﻟﺶ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺘﻌﺪﻝ ﺭﻳﺖ
ﻭﺍﻫﻨﻴﺖ ﺍﻣﻨﻴﻦ ﺍﻫﻨﻴﺖ ﺍﻟﺤﮕﺖ ۞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺷﺒﻪ ﺗﺎﺷﺪﺑﻴﺖ
ﻭﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺴﺒﺎﺥ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﺳﻮﺍﺀ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺴﺒﺨﺔ ﺍﻟﺠﻞ ﺑﺘﻴﺮﺱ ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺨﺔ ﺍﻧﺘﺮﺭﺕ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ . ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﻞ " ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻌﺪﻳﻠﺔ ﻣﺎ ﺇﺳﻮﺣﻞْ " ﺃﻱ ﺃﻥ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﻻ ﺗﺘﺠﻪ ﻏﺮﺑﺎ ﻷﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻹﺭﺳﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻟﻚ . ﻭﻳﻀﺮﺏ ﻟﻠﺴﺬﺍﺟﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ .
ﻫﺬﻩ ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﺇﻋﻄﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ، ﻭﺣﺴﺒﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﺛﺮﺕ ﻓﻀﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻭﺟﺬﺑﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﻭﻟﻐﺘﻨﺎ .
بقلم الدكتور سيدي أحمد الأمير