في أول مهمة خارجية له بعد تنصيبه رئيسا لولاية ثانية؛ غادر الرئيس محمد ولد عبد العزيز نواكشوط؛ إلى العاصمة الأمريكية واشنطن؛ لرئاسة الجانب الأفريقي من قمة "الاستثمار في الجيل القادم" الأفريقية ـ الأمريكية؛ بدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وسيكون ولد عبد العزيز ثالث رئيس موريتاني يحل ضيفا على رئيس أمريكي، بعد كل من الراحل المختار ولد داداه الذي استضافه الرئيس جون كندي بالبيت الأبيض أكتوبر 1963، وسيدي ولد الشيخ عبد الله الذي استقبله جورج بوش سبتمبر 2007، وقدمه نموذجا للديمقراطيات الناشئة. وتناقش القمة التي يحضرها رؤساء دول وحكومات 50 دولة أفريقية التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية.
وبدأ عدد من رؤساء الدول الأفريقية في التوافد على وشنطن منذ أمس الأحد، ومن أول الواصلين، رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، والرئيس المالي ابراهيما بوبكر كيتا، والجيبوتي اسماعيل غيلة، والتوغولي فاور غناسينغبي، ورئيس الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا، والغيني ألفا كوندي، والبنيني يايا بوني، والكاميروني بول بيا، ومكلة سوازيلاند مساواتي الثالثة، والوزير الأول المغربي عبد الاله بن كيران، ورئيس الوزراء الأنغولي انطونيو باولو كاسوما. وستعقد القمة في ثلاث جلسات حول الاستثمار في المستقبل، والسلام والاستقرار الإقليمي، وتوجيه الجيل القادم. كما سيبحث المجتمعون اندماج أفريقيا في الاقتصاد العالمي من خلال تعزيز قدرات الدول الأفريقية فيما يتعلق بمواجهة الأزمات الاقتصادية والغذائية، وتشجيع الاستثمار في القطاعات الاقتصادية المختلفة في دول القارة، والعمل على الاستثمار في الأجيال القادمة، وتمكين الشباب، وإرساء السلم والأمن في القارة، والعمل على إرساء مبادئ الحكم الرشيد، ولد عبد العزيز يصحب إلى أمريكا وفدا يضم ثلاثة وزراء وعددا من كبار المسؤولين في الدولة.
وتبدي واشنطن اهتماما بالغا بتنظيم هذه القمة وإنجاحها لكي تؤكد تعاونها ومشاركتها في تحقيق تطلعات القارة السمراء و ضمان حضورها بشكل أكثر فاعلية وتأثيرا. أخبار انتشار وباء "إيبولا" ألقت بظلال قاتمة على أجواء القمة قبل انعقادها، ما دفع رئيسة ليبيريا ورئيس سيراليون، وهما من الدول الثلاثة التي أصابها “إيبولا” إلى إلغاء حضورهما للقمة.
سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكية استبقت القمة بالقول "إن أفريقيا لها علاقات قوية أيضا مع مناطق ودول أخرى إلا أن الانخراط الأمريكي مع أفريقيا مختلف تماما.. نحن لا نرى أفريقيا بصفتها أنبوبا لاستخراج الموارد الحيوية ولا بصفتها منطقة لإيصال الأعمال الخيرية.. إن القارة منطقة ديناميكية للفرص المفتوحة بلا حدود". وتأتي القمة؛ حسب مراقبين؛ لمواجهة الدور الصيني المتنامي في القارة. ودعا إليها الرئيس الأمريكي أوباما العام الماضي خلال جولة له في بعض الدول الأفريقية.
لكنها تستثني أربعة من الدول الأفريقية يقودها رؤساء تصنفهم واشنطن ضمن القائمة الممنوعة من زيارتها، وهو حال السودان وزيمبابوي وأريتيريا، أو تمر بوضعية تجعلها خارج الاتحاد الأفريقي وهي حالة جمهورية أفريقيا الوسطى. فيما يغيب عنها عدد من القادة الذين تلقوا دعوات، ضمهم العاهل المغربي، ورؤساء مصر وتشاد وأنغولا.