هيبة مؤسسة الرئاسة.. في مهب الريح

حين تسقط هيبة الرئيس ليتحول من رمز تلزم القوانين والأعراف احترامه إلى مادة يتندر بها كل من هب ودب تحت يافطة الحريات... حينها تفقد الدولة هيبتها..

حين يتحول المستشارون الرئاسيون من شخصيات تحسب تصريحاتها على الرئيس إلى مجرد مدونين يتعاطون القضايا الحساسة بمنطق العامة ويتلفظون بعبارات تخدش الحياء السياسي.. فإنهم بذلك يطبخون الرئيس وجبة دسمة لكل من هب ودب...

حين تتحول خطابات الرئيس نفسه من الحديث عن الخطوط العريضة لسياسات النظام إلى ردود عنيفة على المعارضين.. فإنه بذلك يضع مصداقيته على المحك..

واقع يدفع بنا إلى تقديم بعض النصح لمن يجب علينا نصحه بحكم الولاء والدعم والمناصرة.

  1. لقد كان حريا برئيس الجمهورية أن يختار مستشارين أكفاء يسدون له حسن النصح.. مستشارين لا يدفع بهم التملق وحب الظهور إلى خلق متاعب للرئيس وجره إلى معارك جانبية نتائجها محسومة بالسلب مسبقا... مستشارين لا تحركهم الولاءات الضيقة بقدر ما تحركهم المصلحة العامة للبلد.. مستشارين لا يحتقرون أشخاصهم ومناصبهم لدرجة أن يتحولوا من مستشارين محترمين إلى حمالين مأجورين لشركة إعلانات...

إن وظيفة المستشار يحب أن لا تتقاطع مع وظيفة الحكومة والحزب الحاكم، المسؤولين عرفيا وعمليا عن الرد على المعارضة بالأرقام والإنجازات، لا بالعبارات الرنانة والجمل الإنشائية الفتانة، التي هي وظيفة إعلام الدولة العميقة المستتر تحت التدوين والتغريد والشائعات..

  1. إن الحريات غير المقننة هي الفوضى العارمة بعينها ونتائجها السلبية هي ما نعيشه اليوم من تحامل على من يفترض أنه رمز دولة وخيار أمة بأغلبيتها.. تحامل يكاد أن يفقد الدولة هيبتها ليدلو كل شنآن بدلوه فيها... دولة لا رموز ولا خطوط حمراء لها.. ولنا في بعض دول الجوار مثل.. فالسنغال ذات الديمقراطية العريقة سجنت مواطنين لمجرد تسريبهم لصورة كاريكاتورية لرئيس بلدهم..
  2.  إن على رئيس الجمهورية أن ينأى بنفسه بحكم رمزيته عن الردود على الشائعات.. فالرد عليها يصنع من مطلقها ندا له، ويضفي عليها مصداقية هي في حد ذاتها بعيدة عنها كل البعد، وهو أكبر في نفوس شعبه من أن ينزل إلى مستوى التعاطي معها.. والرد عليها كما أسلفنا هو من اختصاص الحكومة والحزب الحاكم والإعلام الرسمي بشقيه الظاهر والمستتر.

 

إن هذه العجالة هي أولى حلقات مسلسل نصائح تقدمها مجموعة أتلانتيك ميديا لرئيس الجمهورية انطلاقا من واجبها الذي يحتم عليها وضع النقاط على الحروف وتوجيه المؤسسة الرئاسية التي هي رمز البلد لما يحفظ لها هيبتها التي تمثل هيبة البلد برمته.

أتلانتيك ميديا

جمعة, 04/08/2017 - 12:34

          ​