التحرش عبر "التواصل الاجتماعي" .. عشق وهمي وابتزاز جنسي

مع انتشار وسائل التواصل الإلكترونية، لم تعد احتمالية تعرض الشخص للتحرش الجنسي مقتصرة على مقابلة مباشرة في الشارع العام بين المتحرش والضحية الممارس في حقها الفعل، بل أصبح بإمكانه الوصول إلى ضحيته بطريقة سهلة جدا وبضغطة واحدة في أي مكان وزمان.

ويعاني الكثير من مستخدمي شبكات مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الموصولة بشبكة الإنترنيت من تلقيهم رسائل وصورا ومقاطع "فيديو" تضم عبارات جنسية خليعة قد تتطور في الكثير من الأحيان إلى التهديد والابتزاز، في حالة أخذ صور أو تسجيل "فيديو" للضحية والتهديد بنشره على مواقع ذات طابع جنسي.

من فراغ عاطفي إلى التحرش الجنسي

وتعتقد الكثير من الفتيات أنهن سيقعن في الحب عن طريق الإنترنيت، وسيجدن الرجل المثالي عبر الشبكات التي أصبحت تعتمد على المحادثة المباشرة، إلا أن أحلامهن تتبخر حالما يفتحن ذلك الباب الذي يحمل في طياته الكثير من الغموض.

واقعة ليست بالغريبة في زمن انتشر فيه التعارف وتكوين علاقات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تعرف المستحيل أو بعد المسافة أو الحدود الفاصلة بين دول العالم. تحكي "نسرين.ص"، من الدار البيضاء، إحداهن :

"بينما كنت أتصفح الشبكة الزرقاء وأتحدث مع أصدقائي وصلتني طلب صداقة جديد من شخص مجهول، وبدون تردد قبلت صداقته لأنني كنت أعاني من فراغ عاطفي.. بدأنا نتعارف بشكل عاد لتتطور المحادثة وتصل إلى عدة طلبات، من بينها إرسال الصور ومقاطع "فيديو" خاصة بي، لكنني رفضت طلبه في البداية".

وتلفت المتحدثة إلى أنها كانت بصدد الحديث مع شخص أجنبي من إحدى الدول العربية، وتستطرد: "مرت الدقائق بسرعة كبيرة وقضيت على الملل والوحدة بمشاركته ما يخالج صدري وعقلي من أفكار، وطلب مني فتح كاميرا هاتفي الخلوي بهدف التعرف علي عن قرب وبدون تفكير قبلت طلبه، إلا أنني فوجئت بمشهد مقزز، يظهر فيه وهو متجرد من ملابسه".

وتزيد المتصلة: "ذلك الموقف المحرج الذي وضعت نفسي فيه دفعني إلى اتخاذ قرار الامتناع عن محادثة الغرباء والأشخاص الذين لا تجمعني بهم قرابة أو علاقة مباشرة، وصرت أكثر حذرا من السابق".

من عشق كاذب إلى جريمة ابتزاز

ولا يقتصر فعل التحرش على الجنس اللطيف، بل يشمل الذكور أيضا، إذ يحكي "سعد. ت"، البالغ 34 سنة من عمره، في اتصال بهسبريس، عن قصته المرعبة مع التحرش الجنسي التي عاشها قبل سنتين، والتي كادت أن تقضي على حياته المهنية والخاصة، قائلا: "ذات ليلة، وبينما كنت أرتاد صفحتي الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تلقيت رسالة من فتاة طالبة التعارف فوافقت".

ويضيف المتحدث: "طلبت صوري فأرسلتها لها وأرسلت لي بالمقابل صورها، وبدأنا نتبادل أطراف الحديث ليتطور التعارف، وبعد عدة دقائق طلبت مني فتح كاميرا جهازي وطلبت مني عدم رفع صوتي بحجة أنها لن تتمكن من الحديث فقبلت بشرطها".

"ظهرت أمامي مجردة من ثيابها وبدأت تقوم بحركات جنسية مثيرة، وطلبت مني مبادلتها الشيء نفسه.. للأسف وبدون تفكير وافقت على طلبها، وتخليت عن ملابسي..لأفاجأ بعد مرور ساعة من الزمن على انتهاء محادثتنا برجل يكلمني عبر الهاتف ويطلب مني مبلغا خياليا مقابل مقطع فيديو بحوزته يضم مشاهد جنسية خاصة بي، ويؤكد أنه صاحب الحساب الوهمي"، يقول المتصل.

وأدرك المتحدث أن ما عاشه عبارة عن لحظة كاذبة وتهديد صريح لحياته الخاصة؛ وزاد: "أدركت أنني كنت ضحية نصب وأصبحت موضوع ابتزاز. وبعد امتناعي عن الامتثال لطلب المبتز قال إنه سيرسل ذلك المقطع لجميع أصدقائي الموجودين في لائحة صفحتي، كما سيقوم بنشره بأحد المواقع الجنسية".

هسبريس

أحد, 13/08/2017 - 08:58

          ​