
يشهد القاصي والداني للرئيس محمد ولد عبد العزيز بأنه صاحب الفضل في إعادة موريتانيا إلى طريق النماء والتقدم بعد أن كاد الفساد وسوء التسيير أن يعصف بكينونتها ويرمي بها في مهب النسيان، فالإنجازات الشاهدة على التطور بشتى أشكاله من حيث البنية التحية والسيادة على الأرض والريادة في المحيط الدولي والمحيطين العربي والإفريقي وحدها كفيلة بأن تصنع من الرجل رمزا وأسطورة تعيش في عقول الموريتانيين قبل قلوبهم.
لقد كانت بداية المسيرة المظفرة لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ناجحة بامتياز لما واكبها ويواكبها من صدق وعزيمة لقادة المؤسسة العسكرية والأمنية.
إلا أن العمل البشري وإن وصل القمة يبقى منقوصا، فاللوحة الفنية الرائعة التي رسمها رئيس الجمهورية مدعوما بشخصيات سياسية وازنة واكبت بدايات الرحلة صوب العلياء شابتها وشايات كاذبة ضد بعض الرموز كان الهدف منها عرقلة السرعة الفائقة لتلك المسيرة، آتت في بعض الأحيان أكلها وعصفت ببعض تلك الرموز، فخلطت أوراق النظام في مراحل كان أحوج فيها إلى التريث والتحقق من حقيقة تلك الوشايات وأغراض حامليها.
إن ما تعيشه الموالاة اليوم من تجاذبات سياسية كادت أن تعصف بكينونة البلد، وما واكبها من مشاكل بنيوية أنتجها انعدام الكفاءة والخبرة وعدم الصدق في الموالاة لدى غالبية المحسوبين عليها أدت في النهاية إلى تراجع مستوى التعامل مع الأزمات بل وتحول العمل السياسي في بعض الأحيان إلى الارتجالية، هو أمر كفيل برئيس الجمهورية أن يعيد النظر في من حوله، مستفيدا من عامل تجربتهم وتقييم أدائهم خلال المراحل المنصرمة من تاريخ النظام.
لقد بات من الضرورة بمكان أن يراجع رئيس الجمهورية محيطه السياسي بأسلوب أكثر واقعية، فألئك السياسيون الذين فشلوا في استيعاب دوائرهم والمستشارون الذين لم يسعوا إلى إضافة مسحة جمالية على النظام، عليهم أن يغادروا ليحل محلهم أشخاص ذوو كفاءة وخبرة ويمتلكون قواعد شعبية ذات تأثير، وهم موجودون في النظام رغم محاولة البعض التعتيم عليهم وإظهارهم بصورة منافية لحقيقتهم.
فالمرحلة الحالية والمراحل المقبلة تحتاج شخصيات ذات وزن سياسي مغلف بالكفاءة والتجربة اللتان هما ركيزة العمل السياسي، فالمتتبع للعالم من حولنا يدرك جليا أن الرئيس السوري بشار الأسد رغم تكالب العالم ضده ما زال واقفا على قدميه لأنه أتقن اختيار محيطه بدء بالكفاءة وانتهاء بالتجربة الطويلة، وما الرئيس الفرنسي ماكرون أيضا ببعيد.
أتلانتيك ميديا