
لم يعد في الأمر سر، أن موريتانيا باتت تسير بخطى متسارعة نحو الانهيار، بل إن كينونتها كبلد أصبحت مهددة بفعل عزوف الوزير الأول يحيى ولد حدمين عن تحمل الأمانة التي كلفه بها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، وتكثيف جهوده وموارد الدولة نحو صيانة مكتسباته الشخصية والتي يرى أن مقعد الوزير الأول جزء منها.
شخصنة للمنصب كلفت الدولة الموريتانية ثمنا باهظا، لم يعد بوسع أي كان – مواليا أم معارضا- السكوت عنه أو عليه...
فقد تحولت الحكومة من مؤتمن على مصالح الشعب إلى كتل متصارعة، فأصيبت مصالح الشعب المسكين بالشلل...
وأصبحت الإدارة مختبرا لقياس حجم الولاءات الضيقة، فسارت الدولة باتجاه الفساد الاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي...
وأدار مصالح الأمة من لا يدرك حجم معاناتها، بمشورة من لا يهمه إلا سلب مواردها، فاتجهت نحو الخراب مآلا...
وقزمت مشاكل الأمة كلها لتصبح مشكلة شخص يرغب بالديمومة في مقعده الوزاري الأول، فذهبت هيبة الدولة أدراج الرياح...
إن موريتانيا اليوم تحتضر بعد أن طعنها ولد حدمين في الخاصرة بخنجر سوء التسيير المسموم ولم يبق أمامه إلا خياران ليس لهما ثالث:
إما أن يترك له الحبل الغرب ليجهز عليها في ظرف لن يطول انتظاره.
أو يطرد شر طردة ويستبدل بآخر يملك البلسم الشافي، وقوة خرافية تمكنه من إصلاح ما أفسد ولد حدمين أو على الأقل بعضه إن أمكن وفي ذلك صعوبة كبيرة.
بادو ولد محمد فال امصبوع