بعد الاستفتاء.. الرئيس أمام خيارين لا ثالث لهما

بعد فوزه المثير في معركة الاستفتاء على التعديلات الدستورية والتي شهدت شدا وجذبا لم يسبق لهما مثيل في تاريخ البلد، وأثبتت أن الأغلبية الرئاسية لم تكن على مستوى الطموحات في مثل هذه المعارك المصيرية من خلال فشل غالبيتها في ترويض دوائرهم الانتخابية التي أعلنت تمردها من خلال النكوص عن صناديق الاقتراع، يرى المراقبون للشأن المحلي أنه انتصار بطعم المرارة..

انتصار كان للرئيس نصيب الأسد في صناعته من خلال مهرجاناته الحاشدة وخرجاته الموفقة مميطا اللثام عن أغلبية فاشلة بحكومتها وحزبها.

فشل بدت أولى ملامحه جلية من خلال تمرد الشيوخ الذين صوتوا ضد التعديلات الدستورية مدفوعين من طرف جهات تمويلها خارجي وتخطيطها من داخل الأغلبية نفسها من وراء جدر.

ماذا بعد!!؟

طرح يضع الرئيس – وهو الذي أثبت الشعب التفافه حوله - أمام خيارين لا ثالث لهما..

  • إما أن يسير في فلك الشعب الذي بات يطالب في إجماع لم يسبق له مثيل في تاريخ البلد بتغيير الواجهة السياسية للنظام والتي لم تعد مرغوبة محليا بفعل ثبوت ولائها الزائف للنظام والذي تجلت ملامحه في نتائج الاستفتاء الأخير.
  • أو يتجه الرئيس إلى إرضاء شعبيته ومواطنيه من خلال تغيير الواجهة السياسية بكل معالمها واستبدالها بأخرى تديرها شخصية توافقية تشكلها عبر حكومة توافق وطني يكون للمعارضة المحاورة نصيب فيها.

حكومة تضم شخصيات ذات كفاءة وخبرة وتجربة بمقدورها إنقاذ البلد من السماسرة الذين أتوا على أخضره ويابسه، وعملوا على تقويض نفوذ النظام ورسم أسوء صورة له، في الوقت الذي عمل فيه الرئيس جاهدا على إخراج البلد من تبعات الماضي السحيق.

خياران لا ثالث لهما يضعهما الواقع أمام الرئيس.. إما أن يحتفظ بشعبيته ويغير واجهة نظامه.. أو يحتفظ بواجهة نظامه ويفرط في شعبيته..

 

أتلانتيك ميديا

 

خميس, 24/08/2017 - 14:05

          ​