أطار: لوحة صادمة قبل انطلاق مهرجان التمور غدا

مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار على موعد غدا الخميس مع افتتاح المهرجان السنوي للتمور، والذي يقام للمرة الأولى في ولاية آدرار التي تحتل الصدارة في  كثرة النخيل  وجودة التمور في موريتانيا حتى إن اقتصاد الولاية يكاد يعتمد كليا على التمور والنخيل .

 

إنه حفل ذو شأن  ذلك الحفل الكبير الذي تشدّ إليه الرحال وتضرب إليه أكباد الإبل من كل حدب وصوب، إنه فسحة سنوية للمرح والفرح والتسلي في أجواء ثقافية مرحة تملأها الحماسة والسعادة..

 

يحضره الناس بنيات متباينة ومتناقضة ما بين مستثمر وصاحب وطر،لأنه موسم التنافس في التبذير والفساد، أغنياء يتباهون بأموالهم الطائلة في عيون فقراء همهم جمع لقمة العيش بأية وسيلة.

هذا المهرجان الذي جمعت له من الأموال ما لا يقف تحت الحصر وبذل من أجله الغالي والنفيس حتى أضحى حديث أهل البدو والحضر ولم يغب عنه إلاّ من شاء ذلك،

 أين ستذهب هذه الأموال التي جمعت لهذا المهرجان ؟ هل يكفى أن يظل مهرجان التمور مهرجانا فلكلوريا للطرب والترفيه وأكل أموال الناس الفقراء بالباطل؟ وهل سيواصل رعاة المهرجان وممولوه لعبتهم الخبيثة في استخدام نخيل الولاية وجهود ابنائها في خدمة تجارتهم ومصالحهم الشخصية، وتسييس المهرجان كما يحدث غالبا لتستفيد الثلة القادرة ويبقى شعب آدرار الفقير يقبع في معاناته وهمومه؟

أم أن دماء جديدة ستضخ  في مهرجان هذه السنة المقام في ولاية آدرار وتحدث تغييرات طارئة تصب في صالح الفقراء والمحتاجين من أبناء الولاية لتخفف عنهم وطاة الزمن؟

 

ربما لم يجلب المهرجان لهذا المواطن حتى هذه اللحظات سوى الغلاء، حيث ارتفعت الاسعار بشكل صاروخي إلى حدود 3000 آلاف أوقية لكيلو الفلكه، اما المواد الغذائية الاخرى فحدث ولا حرج.

 

إنها مأساة أصحاب الواحات التي ستنسى في هذا المهرجان تحت بريق الرقص والحبور، ومع ذلك فإنها تبقى  بسمة في بحر الدموع، لتبرز لوحة التفاوت أغنياء بالمئات وفقراء بالآلاف، فهل سيخفف المهرجان من ذلك؟

 سؤال سنبحث عنه في ثنايا المهرجان الذي سينطلق غدا.

أربعاء, 06/08/2014 - 20:06

          ​