أعتقد أنني ولدت في هذا الشهر! / خالد الفاضل

وعليه، فهذا إهداء مني للحالة المدنية ولكل الفضوليين والقراصنة والطيبين، وذلك بعد ما يناهز خمس سنوات زرقاء من البوح الألكتروني، أظنني كتبت خلالها ما يقارب 600 تدوينة، أملي أن تكون الملائكة الموكلة بي كانت تضع عليها إعجابا عند تسجيلها، غير ذلك، أظنني سأتمايل على الصراط وأترنح، وأنا أحمل على كاهلي كل هذا الهذيان وتبعاته، ففي يوم كان مقداره خمسين الف سنة سيفر مني جميع المتابعين والأصدقاء "الإفتراضيين"، بما فيهم أصحاب الأسماء المستعارة الذين يظنون أن القلم يرفع عنهم بمجرد تسجيل الواحد منهم دخوله لصفحته!
طيلة تلك الأعوام قمت بحظر أربعة أصدقاء فقط، الأول كان يسرق هذياني وينسبه لنفسه، نبهته بتعليق لبق جدا لكنه حذفه وأعاد الكرة، عندها حظرته. الثاني من ذوي القربى وجدته بعد الليلة الثانية من زواجه "مكونكتي"، فقمت بحظره لكونه ليس رومانسيا، الثالث علق على منشور لي بصور خليعة، أما الرابع فلا أذكر سبب حظره..
كانت تلكم المقدمة وهاكم التفاصيل:
البريد الكتروني: يمكن مشاهدته على رابط الصفحة
كلمة السر: تتكون من تسعة حروف وثمانية أرقام
الإسم البيومتري: خالد ولد الفاظل(الجد رقم 5)
اللقب: لا يوجد، مع أنني سمعت أن التلاميذ في الثانوية يطلقون علي المنظار(ميري)، ربما لأن نظراتي ثاقبة جدا.
الوزن الصافي: 75kg مع العلم أنني دخلت وزارة التعليم شتاء 2013 ووزني 65kg، أي أنني ربحت 10kg فقط طيلة ثلاث سنوات، والفضل في ذلك يعود أساسا إلى السوائل والأمل...
ثروتي: زوج من الماعز، وقطعة أرضية عارية تماما تقع على تخوم شارع عزيز لا أعرف لماذا أشتريتها أصلا، قد تصادرها الحكومة لأنني فشلت في إعمارها، كما فشلت هي في إعمار الوطن، لكن الشعب المسكين ليس من حقه أن يصادر وطنه، هذا بالإضافة إلى نصف بقرة وراتب شفاف ونزيه أجنيه كل شهر من الخزينة العامة، وعليه يمكن القول أنني أنتمي للطبقة "البروجوازية"، إذا ما أعتبرنا أن القناعة والأمل من ضمن تلك الثروة المعتبرة.
فصيلة الدم: AB+ أي أن جسمي يتقبل دماء كل البشر
القامة: 1 متر و 79 سنتمتر، رغم أنها تقزمت قليلا بسبب عوامل التعرية والإنحناء المتكرر للظروف..
محل الميلاد: مدينة لعيون تحت شجرة من گرون لمحادة ذات يوم رتيب جدا، وكان ذلك أبان وصول معاوية لسدة الحكم، حيث كنت الأبن رقم سبعة للعائلة. وأنا صغير، اذكر أنني ابتلعت عشرين حبة من مسبحة(تسبيح)، لأن قلبي أخبرني أن صوت الأمعاء هو نوع من الإبتهال، فبعثت لها بعشرين حبة بلاستيكية لتبتهل بها، كما كانت تفعل جدتي رحمها الله دائما قبيل الشروق..
الخريطة البيولوجية كالآتي:
الأب: من قبيلة ادولحاج(الجذور)
الأم: من قبيلة تگونانت(الجذور)
جدتي من الأب: من قبيلة أولاد بسبع(منشأ الأب)
جدتي من الأم: من قبيلة أولاد الناصر(منشأ الأم)
القبيلة الحقيقية: فصيلة الثديات آكلات اللحوم(البشر)
التوجه الإيديولجي: لا يوجد، أعتبر نفسي إنسانا وذلك هو عصارة إنتمائي بعيدا عن مداخن الفروع الأخرى.
الديانة: مسلم بالفطرة والحمد لله، ومسلم بالتدبر والبحث والحمد لله أيضا، ولا متسع في قلبي للكراهية، ودعائي المفضل دائما هو دعاء يوسف عليه السلام: <<اللهم توفني مسلما والحقني بالصالحين>>.
الإنتماء الحزبي: لا يوجد مطلقا، لا أحب السياسة لأنها تتطلب اللف والدوران، وفيزيائيا، عقلي لا يرتاح إلا إذا كانت حركة قناعاتي مستقيمة ومنتظمة بغض النظر عن القوى المؤثرة..
الوصايا المفضلة: أخذتها من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم،الأولى: ((لا تغضب))، والثانية: ((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)).
أكثر شي أكرهه: هو الظلم والإنتهازية والعنصرية
أصعب شيء أجهد نفسي للقيام به: المجاملة والتصنع وصناعة الشاي والمكوث في مكان لا أرتاح فيه.
متى أشعر بالحرج: عندما يمدحني أحدهم
متى أفكر بالموت: عندما أكون سعيدا
أعلى قمة قد وصلتها: الطابق العلوي في عمارة الخيمة وقمة جبل "گلب لمخزون" جنوب لعيون.
حلمي كان في الحياة: أن أكون رائد فضاء، بيد أنني لم أركب طائرة لحد الآن، اللهم إذا كانت طائرة ورقية صنعتها بيدي..
الحالة الإجتماعية: أعزب 100%، في رصيدي لحد الآن ثلاث محاولات متعثرة للزواج، وخمس من قصص الحب الصادقة، وما يفوق ذلك من قصص الحب القصيرة المدى والإنسانية..
تلك الخمس الصادقة كانت كالآتي:
الأولى جعلتني رساما، والثانية جعلتني شاعرا، والثالثة جعلتني كاتبا، والرابعة جعلتني رحالة، والخامسة جعلتني أفكر في أخذ قرض من البنك للزواج بها. الأولى سرقها الزمن، الثانية سرقها تاجر، الثالثة سرقت نفسها، الرابعة خافت من وزارة التعليم، أما تلك الخامسة فقد "حلقتني" بشكل همجي لكنه مبرر.
الحب مؤلم لكنه يوقظ طاقة الخير والإبداع فينا دائما
الكتب التي اقرأها عادة: اقرأ كل ما سقطت عليه عيناي
الهوايات المفضلة: الترحال والتأمل وأكل الكسكس تحت المطر ومشاهدة البرامج العلمية والفكرية وسباقات الخيول والسباحة وسماع موسيقى الأقليات ذات الطابع الشعبي وممارسة الطبخ والقفز ومراقبة الأشياء من حولي بدقة.
اللغات: أتكلم الحسانية بكل طلاقة، وأفهم مليا لغة العيون والجسد وأمتلك فراسة وحدسا لا بأس بهما..
الجرائم والجنح: تمثلت في عدة محاولات لسرقة الأمل والإعتداء على الفرح، والعقوبة كانت سجن الضمير في قطاع التعليم وعيون الوطن المليئة بالقذى..
الحياة شيء عابر، بالأمس كنا نلعب الكرة تحت ظلال الجدران ونقضي سحابة يومنا "فودن فودن"، ونظن الحلوى مثل الحنين ستبقى لذيذة رغم رياح العمر، بالأمس دخلت السوق بخطوات متثاقلة من أجل شراء اللحم والخضار، فرأيت بائعة "امبورو وصوص" تفترش الرجاء، تمنيت شراء قطعة من عندها مغموسة في المرق وأكلها في الشارع، لكنني تذكرت أنني أستاذ وأنني "قدوة"، لا أصدق لحد الساعة أنني أصبحت رجلا يعول عليه!
هنا تامشكط، أشعر بحنين عارم لشتاء أصبح خجولا ولحساء لم يعد ساخنا ولشوارع نسيت خطواتنا تماما، أحن لوجوه تفرقت طرائق قددا في دروب الحياة، أحن لوجوه غيبها الموت، وهكذا هي الحياة، هذه اللحظات الرتيبة قد يصبح تذكرها لذيذا في القادم المبهم، لذلك عشها وتوكل، فأديم هذا الأرض مليء بجثث البشر من آدم وحتى الطفل الذي يولد الآن بالمستشفى.
عابرون نحن عابرون، لكن عبورنا هو سر قوتنا وتشبثنا بالحياة.
الصورة المرفقة لحوشنا حيث رأيت النور، دون أن يستشيرني القدر طبعا في محل وتاريخ الميلاد، لذلك يبدو تصنيف البشر حسب ألوانهم واختلاف ألسنتهم أمر في غاية الغباء والظلم. وقد ذكرت الفسيفساء القبلية لي، لأن بعض "المتنورين" يسألونني عنها في الخاص، وبالتالي ذكرتها في العام لأني لا أجد تعقيدا في الأمر، لذلك لن نتجاوز إشكالية القبيلة والجهة ما دمنا نظهر التحرر ونضمر الرجعية، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وكلمة التقى لو فهمناها بحق لكنا جميعا متنورين، ولذابت كل تلك الانتماءات الضيقة في قلوبنا ومعاملاتنا مع الآخر...
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.الساعة 09:35 صباحا

 

من صحفحة المدون والكاتب خالد الفاضل 

خميس, 07/09/2017 - 10:29

          ​