تعليقا على جريمة "علكْ شرب"

حياة الزوجةليست ملكا لزوجها حتى يضع حدا لها متى شاءنعم بين الزوج و الزوجة رابطة قوية وميثاق غليظولكن ذلك الميثاق لا يعطيه الحق في قتلها حتى ولو خانتهبعض المدونين يلومون الضحية ويوجهون النصائح إلى القتيلةلقد فات الأوان أيها الناصحون فالقتيلة ذهبت إلى ربها حيث العدالة المطلقة وبعضهم يهدد جميع النساء قائلا " لعليات عسكم" " لعليات گرف كرعيكم" فقد جاءكن الذبحوهم يحاولون كذلك تفهم موقف المجرم القاتل وليس فهمه " وهنالك فرق بين التفهم والفهم فالتفهم طريقة للتبرير والفهم طريقة للتفسير " مستخدمين مقولة" ذكورية" الغائر كالمجنون" وهي مقولة تجيز للزوج الغائر أن يفعل ما يشاء لأن المجنون معفو عن أفعاله مادام القلم قد رفع عنه بل يعتبرون عملية القتل نوعا من البطولة!!!

تصوروا معي لو أن الزوجة هي التي قتلت زوجها لأنها وجدته يخونها ماذا كان سيحدث؟سيتخذها الجميع موضوعا للسخرية و تصبح نموذجا للشر ويطالبون بإعدامهاأما الخيانة الزوجية فقد ضرب فيها الرجال الرقم القياسي وهي تدخل في نظر البعض في إطار الرجولةوهنا أقول بأن قتل أمرأة ليست من الرجولة في شيء ثم إن الطريقة التي قتلت بها تدل على أن هذا المجرم كان يريد أن يشاهد الرعب والمذلة والتوسل في عينيها فقد ذبحها كما تذبح الشاة وهذا يدل على منتهى السادية وعلى التلذذ بتعذيب الٱخرين.هذه القتيلة ضحية لرجلين للرجل الذي تم ضبطه معها ولزوجها الذي قام بقتلهاثم إن اللوم ينبغي أن يوجه إلى هذا الزوج قبل كل شيء فهو كان يدرك من خلال السردية الشائعة أن زوجته تخونه وقد أخبره جيرانه بذلك فلماذا لم يطلقها؟كأنه كان يريد أن يمسكها متلبسة بالجرم المشهود ليقوم بفعلته الشنيعة وإذا فالأمر فيه تخطيط وتدبير وليس مجرد ردة فعل طائشة مجنونةنعم ندين خيانة كل زوجة لزوجها لأنها فعل مستنكر قبيحوغيرة الرجال مستحسنة لأن الذي لا يغار على أهله ديوث والديوث ملعون ولكن ليس إلى درجة القتللقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو زوجته قائلا مامعناه إن زوجتي لا ترد يد لامس فقال له طلقهافقال الرجل إني أحبها فقال أمسكها ولم يقل له أقتلهاوخيانة الزوجةلزوجهاتعود إلى أسباب كثيرة فهي في جانب من جوانبها تعود إلى التربية:من لي بتربية النساء فإنها..... في الشرق علة ذلك الإخفاقوتعود في جانب إلى المحيط والوسط وفي جانب إلى المسلسلات المدبلجة وفي جانب إلى وسائل التواصل الإجتماعي...إلخ

أما خيانة الزوج لزوجته فتبررها الثقافة السائدة لأنه رجل يباح له اجتماعيا ما لا يباح للمرأة الضعيفة المستضعفة المسكينة مع أن الخيانة الزوجية محرمة شرعا بالتساوي على الطرفينوالغريب في الأمر أن بعض المدونات ينتقدن الضحية ويبحثن للجاني عن مبررات كأنهن مستلبات الوعي والتفكير وبذلك يقتلن القتيلة مرتين كأن الميثيولوجيا الشعبية التي تروي سرديات تيبة تعود من جديدوبعد برهة من الزمن قد تطول أوتقصر قد نرى القاتل يسير في الشوارع والطرقات مرفوع الرأس يروي تفاصيل بطولته لنظرائه من أشباه الرجال مزهوا فخوراالجريمة التي وقعت لا يمكن تبريرها أو تفهم دوافعها والصور التي نشرت تدل على أن الجهة التي قامت بنشرها تفتقد إلى الحس الإنساني ونسيت أن للأعراض حرمتهاماذا يحدث لهذا المجتمع ؟ولماذا بدأت قلاع القيم تنهار تباعا قلعة بعد قلعة؟

من صفحة : https://www.facebook.com/moustapha.ouldgleib?hc_ref=ARQQkjhKzsJKTBvl9Zzv310eg8udaVHHzysR-ZJdd-I3xWAT6SCfN9SVmhJSlMHfR6Q&fref=nf

أحد, 17/09/2017 - 01:32

          ​