
تعيش الساحة السياسية منذ فترة طويلة على مشهد صراع محتدم بين الوزير الأول المهندس يحيى ولد حدمين، ورئيس الحزب الحاكم أ.سيدي محمد ولد محم، مما اثر سلبا على أداء الحكومة والحزب والنظام بشكل عام، ووضع إمكانيات الدولة رهينة لهذا الصراع غير المبرر.
فمن المعروف أن الحزب الحاكم هو الذراع السياسي للنظام، وإن الوزير الأول هو رأس السلطة التنفيذية لهذا النظام، وطبيعي أن يكون الحزب في الترتيب الثاني بعد رئاسة الجمهورية، وأن يكون الوزير الأول هو المسؤول عن تجسيد برنامج الرئيس السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبطبيعة الحال فإن الحزب جزء من هذا البرنامج، مما يفرض نوعا من الانسجام والتنسيق بين الطرفين.
لكن انشغال الرجلين بصراع وهمي على مكاسب شخصية عطل مشاريع الدولة وأربك الأغلبية الحاكمة، وشوه صورة النظام أمام الرأي العام الوطني.
لهذا يأمل الشارع من رئيس الجمهورية التدخل شخصيا لوضع حد لهذا الصراع بالطريقة التي يراها مناسبة كأن يعمل على عزل الرجلين أو إحالتهما لوظائف ومهمات أخرى.