صراع رموز النظام يكشف ضحايا التحالف المزيف..

بعد نجاح الرئيس محمد ولد عبد العزيز للمرة الثانية تواليا في الانتخابات الرئاسية وتغيير الحكومة من خلال تعيين المهندس يحي ولد حدمين على رأسها بدأت بوادر أزمة صراع داخلي تلوح في الأفق، تأجج لهيبها لاحقا بعد تعيين الوزير الأول السابق الدكتور مولاي ولد محمد لغظف وزيرا أمينا عاما لرئاسة الجمهورية.

احتدم الصراع بين قطبين يمثل أحدهما الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين مدعوما حينها برئيس الحزب الحاكم الأستاذ سيدي محمد ولد محم والذي ثبت لاحقا أنه تحالف مزيف، بينما يقتصر القطب الثاني على شخص الوزير الأمين العام للرئاسة الدكتور مولاي ولد محمد لغظف المدعوم برئيس مجلس الشيوخ السابق السيد محمد الحسن ولد الحاج، ليحتدم الصراع لاحقا وتتحول الإدارة إلى مختبر لقياس الولاءات الضيقة.

قوة حلف الوزير الأول ورئيس الحاكم كان لها الأثر الفعال في تصفية شخصيات من العيار الثقيل كل ذنبهم انسجامهم مع الوزير الأول حينها الدكتور مولاي ولد محمد لغظف ليس لشخصه وإنما لكونه خيار المرحلة لرئيس الجمهورية، والذي يفرض الولاء له الانسجام مع خياره، غير أن حسابات ضيقة ومؤامرات أديرت في الخفاء عصفت بتلك الشخصيات والتي يستحيل الاستغناء عنها لكونها تجمع بين صدق الولاء لرئيس الجمهورية والكفاءة والشعبية، ليتم استبدالها بأخرى لا تملك الكاريزما ولا الشخصية ولا الشعبية لإدارة تلك المناصب.

ورغم العصف بتلك الشخصيات (أحمدو ولد جلفون، با عثمان، ولد محمد راره، هندو بنت عينين، سيدي ولد الزين) إلا أنها بقيت صامدة في وجه كل المحاولات لثنيها عن دعم مسيرة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وأبانت عن مستوى كبير من النضج السياسي والولاء الصادق لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، مثبتة للجميع أن دعمها للنظام كان نتاج قناعة وليس وليد مصالح ضيقة.

اليوم وبعد أن عصف تعارض المصالح بحلف الوزير الأول ورئيس الحزب الحاكم وأوصلهم لمرحلة الهجر المتبادل ، بدأ كل طرف يسعى لكشف مؤامرات حليفه السابق ليتضح أن الرئيس نفسه كان ضحية لتقارير مزيفة أعدت في الظلام وألبست لبوس الحقيقة، بغية ذر الرماد في العيون عن واقع التعيينات بل وواقع البلد برمته.

فهل سيتدارك الرئيس البلد قبل أن تقع الفأس في الرأس ويصبح العلاج دربا من دروب المستحيل!!؟

وحده قابل الأيام يحمل الخبر اليقين

أتلانتيك ميديا

ثلاثاء, 17/10/2017 - 11:54

          ​