
لقد برزت في موريتانيا خلال حكم محمد ولد عبد العزيز سياسة سيئة للغاية يتبعها معظم القائمين على الإدارات الحكومية، وهي أنه ما إن يعلن عن زيارة للرئيس لمنشئة حكومية او مدرسة أو مستشفى حتى يقوم القائمون عليه بتنظيفه وجلب جميع المعدات الضرورية إليه وصباغة جداره وترميم بنائه ونقل صورته من واقعها المزري إلى أحسن صورة يمكن أن تبدو عليها، حتى تقسم أنه صنع تلك اللحظة، والامثلة كثيرة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما حصل لمدرسة الشيخ سيد محمد في مقاطعة توجنينن تلك المدرسة التي عبث بمصير تلاميذها مقاول ترك بصمات الفساد بارزة للعيان، حيث يلاحظ من أمعن النظر فيها أن المدرسة مهددة بالانهيار وهي مع ذلك مدرسة جديدة وهي تكمل عامها الأول مع مطلع هذه السنة، فهل ستجد هذه المدرسة لفتة من رئيس الجمهورية؟ أم أنها ستبقى مثالا على سياسة الفساد المتبعة من طرف بعض القائمين على منشئات الحكومة لخداع الرئيس وحجب الحقائق عنه، وتزييف الواقع في حضوره؟
فعلا لقد كانت مدرسة الشيخ سيد محمد في دبي توجنين مثالا على ما يحدث في الساحة من مراوغة القائمين على المنشئات الحكومية للرئيس خلال زياراته، وذلك ما اتضح خلال زيارة رئيس الجمهورية صباح اليوم اليوم الثلاثاء بمقاطعة توجنين، رغم أن هذه المدرسة لم تكن من محطات الزيارة.
إدارة المدرسة ورغبة منها في إتباع سنة السياسيين الموريتانيين في التزلف لرئيس الجمهورية وصبغ الواقع في عيونه بألوان من الزيف ليرى كل شيء على أحسن حال، قامت رفقة رئيس رابطة ٱباء التلاميذ بجمع مبالغ مالية من جيوب آباء التلاميذ لإعادة خدمة الماء والكهرباء إلى المدرسة وقضاء ما عليها من ديون بلغت 50000 من فواتير الماء، وقد تمكنت إدارة المدرسة من جمع المبلغ وإعادة الماء إلى المدرسة، رغم انها ليست من محطات الزيارة.
وحسب بعض المراقبين لشأن التعليم في المنطقة فإن تلك المطالب التي جمع لها طاقم المدرسة الدعم من خلال استجداء آباء التلاميذ كان من المنصف أن تعرض على رئيس الجمهورية خلال زيارته لمقاطعة توجنين، مثل إصلاح النوافذ والأبواب وتنظيف ساحتها كما كان يجب أن تعرض عليه شكوى من المقاول الذي عبث بحقوق التلاميذ وضيع مستقبلهم وخان أمانته، حتى ينال جزاءه، بدلا من أن يجمعوا مبلغا ماليا لتزيين المدرسة وترميمها وإصلاح الأبواب والنوافذ .
زد على ذلك أن الوزارة منذ ثلاث سنوات لم تزود تلك المدرسة بأي كتاب مدرسي، إضافة إلى أن الطاولات من ضمن صفقة المقاول التي لم تنجز حسب الكم والكيف المطلوبين، وتفاقمت معاناة المدرسة وطلابها بعد إصرار الادارة والرابطة على انجاز كل ضروريات المدرسة من جيوب آباء التلاميذ.
لقد ءان الاوان أن يطلع ولد عبد العزيز بنفسه على هذه الحقيقة وأن يعاقب هؤلاء المخادعين الذين يمنعونه من الاطلاع على حقيقة معاناة المواطنين ويرى بنفسه ما يحدث على أرض الواقع من تلاعب بمصالح المواطنين والتلاع بمستقبل أبنائهم، حتى يمنع تكرار هذه الأمثلة وغيرها، ويبدأ بالمقاول الذي عبث بإنشاء المدرسة، وضرب بمستقبل التلاميذ وأمانة المواطنين عرض الحائط.