البـطالة فى مــوريتانيا ...

وجهة نظري الشخصية فى البطالة عندنا فى موريتانيا حسب تجربتين مختلفتين الاولى فى موريتاني : بصفتي شاب موريتاني ولد خيمة اكبيرة كاذب عليه تخميمته والثانية فى الخارج : بصفتي شاب أجبرته الظروف على تحمل المسؤولية فى سن مبكّر وهاجر عن بلده ليصدق من خلال تجربته العملية واحتكاكه بالأجانب المقولة الشهيـرة : العمـل كله شرف ...
أولاً : لنكن واقعيين .. فيه فرق كبير بين من هو عاطل عن العمل يبحث عن اي عمل لتوفير قوت يومه لكنه لم يجده وهذ هو المعنى الحقيقي للبطالة .. ومن يبحث عن عمل مناسب وراتب محتـرم وهذ مانسميه نحن الموريتانيين البطالة 
ثانياً : صحيح انه لدينا معدل بطالة مرتفع لكن كل الأرقام ومعدلات البطالة التي تصدر من بعض المواقع الأجنبية عن موريتانيا غير صحيحة والسبب هو انها غير مبنية على شيء ملموس .. مثلاً فى الدول المتقدمة كل من لديه دخل مهما كان ذالك الدخل وكل من يعمل فى اي عمل مهما كان ذالك العمل ولو لساعة واحدة فى الْيَوْمَ مسجل ومعـروف عند الجهات المعنية ولا يعتبر عاطل عن العمل 
اما عندنا فى موريتانيا يختلف الوضع كثيراً فالحلاق مثلاً وسائق الأجرة والعاملين فى محلات التجزئة والمطاعم والمزارعين واصحاب الورشات والمحلات الصغيرة وعمال البناء والعمال اليدويين بصفحة عامة ... غير مسجّلون ويعتبرون عاطلين عن العمل لذالك السبب يصعب إيجاد نسبة حقيقية دقيقة للبطالة
للبطالة فى موريتانيا عدت أسباب أساسية وهي :
عقلية المجتمع الموريتاني 
العائلة (الأهل) : توفر معظم العائلات الموريتانية حاجيات أبناءها العاطلين عن العمل مثل : السكن والملابس والاكل وأحياناً السيارات الفارهة ومبالغ مالية فى الجيب وهذ عكس العائلات الاجنبية لتي تطلب من ابناءها البدء فى البحث عن عمل عند بلوغ السابعة او الثامنة عشر من العمر وبدون مساعدة منهم طبعًا 
الشباب : معظم الشباب الموريتاني وخاصتا شريحة "البيظان" لايقبلون ولا يرضون بالعمل فى الكثير من المجالات خاصتا المهنية واليدوية لأسباب نفسية (التكبر) واُخرى مادية (الراتب) ويبقون عالة على اسرهم ينتظرون العمل فى الإدارة او فى الشركات الكبرى هذ فى حالتهم يمتلكون مؤهلات وفى حالتهم لايمتلكونها فى الحقيقة لا اعرف ماذا ينتظرون ...
المشغلين : يستغلون العمّال بشكل رهيب ولايحترمون القانون ولا اليد العاملة همهم الوحيد هو تحصيل الأموال على حساب العمّال
الدولة : ليست مهتمة بالعاطلين عن العمل ولا برقابة المشغلين
الوساطة : الوساطة مرض خطير متفشي فى المجتمع الموريتاني بسبب القبلية والجهوية ويصعب علاجه فالوساطة ليست فى الشغل فقط بل فى كل المجالات : فى تسوية المشاكل فى المعاملات فى الأحكام القضائية ... لكن حسب رأي الشخصي لا أظن ان لها تأثير كبير بمايخص البطالة فمثلاً اذا افترضنا ان فيه شركة معينة تريد 10 عمَّال وقامت بإجراء مسابقة وتم اختيار 10 أشخاص عن طريق الوساطة فهذ غير منصف وظلم للمشاركين لكن فى النهاية الشركة تريد 10 عمَّال وهاؤلاء 10 عمَّال موريتانيين ويستحقون فرصة عمل كغيرهم وليسوا غرباء .. فالشهادة لاتفضل البعض على البعض ولا تميز البعض عن البعض الآخر قد تعطي لصاحبها الأولوية فقط لا اكثر 
من المستحيل القضاء على البطالة فى دولة من دوّل العالم الثالث لكن للحد منها حسب راي الشخصي مطالبون جميعاً بمايلي :
- اولاً يجب على الحكومة الموريتانية رفع الحد الأدنى للأجور (الراتب) ليصل الى مستوى مقبول وتوحيده فى كافة التراب الوطني ورقابة المشغلين وتغريم كل من يشغل عامل براتب تحت الحد الأدنى للاجور سواء صاحب شركة او صاحب مطعم او بقالة
- يجب على الأهالي دفع ابنائهم وتشجيعهم على الشغل ولو براتب بسيط وقطع المساعدات المادية عنهم ... كفى اتكالية 
- يجب على الشباب العاطلين عن العمل الدخول فى اي مجال مُتاح يمكن العمل فيه ولو لحين مثلاً : البحر .. الزراعة .. البناء .. المهن .. الاعمال اليدوية ... كفى من الأفكار السلبية والتكبُـر والانتظار فالعمل كله الشرف والحكومات زائلة والشهادات باقية مادام صاحبها حي وفرص العمل فى تزايد والأرزاق مكتوبة والامل موجود فلا تقفوا مكتوفي الايدي عالة على أسركم
مثلاً فى الولايـات المتحـدة الامريكيـة 
- تصل نسبة حملة الشهادات الجامعية بين العاملين في محلات البيع بالتجزئة إلى 24% 
- أكثر من ثلث الأمريكيين المتخرجين من الجامعات ينتهي بهم المطاف بالعمل في مهن ووظائف لا تتطلب شهادة جامعية اصـلاً 
هذه ليست مقارنة بين موريتانيا وآمريكا مجرد جزء من دراسة بسيطة عن بعض مشاكل حملة الشهادات فى الولايات المتحدة الامريكية التي تعتبر من أغنى دول العالم .. صحيح ان الحد الأدنى للاجور فيها مرتفع شيئًاما مقارنةً مع الدول الاخرى لكن العيش فيها غالي جداً ومن الصعب جدًا ان يعيش فيها شخص عيشه كريمة بعمل واحد ... التوفيق ان شاء الله للجميع.

 

من صفحة المدون محمد بزيد

خميس, 26/10/2017 - 10:45

          ​