منع ومصادرة رواية مثيرة لنوال السعداوي في الخرطوم

أثار منع لجنة المصنفات الأدبية والفنية بمعرض الخرطوم للكتاب الأربعاء توزيع رواية الكاتبة نوال السعداوي “سقوط الإمام” موجة من الغضب والانتقاد والجدل في الأوساط الثقافية المصرية.

وقال عادل المصري رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إن القائمين على معرض الخرطوم للكتاب تحفظوا على جميع نسخ كتاب “سقوط الإمام”، وأصدروا تعليمات إلى دور النشر المصرية بعدم بيع الكتاب داخل المعرض، كما طالبوا بإرجاع جميع النسخ مرة أخرى إلى القاهرة.

وأضاف في تصريحات لـ”العرب”، إن القائمين على معرض الخرطوم للكتاب رأوا أن الرواية بما فيها من أفكار وألفاظ متحررة لا تتناسب مع طبيعة المجتمع السوداني، وبالتالي فإنهم قرروا منعها خوفا من إثارتها أي مشكلات مجتمعية أو ثقافية.

الرواية الممنوعة

تقدم رواية “سقوط الإمام” نموذجا للحاكم الفردي المستبد واستغلاله الدين في سبيل تحقيق جميع مآربه، بما فيها رغبته في أن يصبح دكتاتورا، ثم يستتر في عباءة الدين، ويخترق العديد من المحرمات الدينية والمجتمعة إلى أن يلقى نهايته المحتومة كزعيم ظل يحكم باسم الله.

وتركز السعداوي في نصها على مسألة التعامل مع المرأة المضطهدة والمقهورة والفاقدة لأبسط حقوقها المجتمعية والقانونية، وكيفية استغلال الرجل العربي القوي لذلك الضعف، سواء تم ذلك من قبل الإمام الحاكم مطلق السلطة، أو الأب القاهر، أو الزوج “المفتري”.

وذهب البعض من السياسيين إلى أن الرواية كانت تمثل إسقاطا سياسيا على الرئيس الراحل أنور السادات وعهده وتاريخه ومعاونيه، وهو ما لم تنفه السعداوي بشكل قاطع، إذ قالت في تصريحات سابقة لها إن الرواية تتناول قصة “رئيس في بلد ما يتقمص شخصية الإله وهو مستبد، ويحكم الشعب بقبضة من حديد ويتم اغتياله في لحظة احتفاله بعيد نصره”، لكنها نفت أن تكون روايتها متعارضة مع الإسلام.

قال العديد من المثقفين إن ما حدث في معرض الخرطوم ليس جديدا، فهو يتكرر بشكل شبه دوري في أغلب الفعاليات العربية، ويرجع إلى رقابة غالبية البلدان الصارمة على المطبوعات بشكل عام.عن ” العرب”

ثلاثاء, 31/10/2017 - 12:49

          ​