منذ فرضت السعودية شراكه محورية في ادارة توازنات الطبقة السياسية اللبنانية واصبحت عاملا حاكما في الدولة والحياة السياسية عبر مفوضيها ومندوبيها السعودي الجنسية رفيق الحريري وعائلته،
وتحالفاتهم، بعد ان اسست لتمكنها من لبنان في الحرب الاهلية التي مولتها على الضفتين واخضعت منظمة التحريرالفلسطينة لعملية افساد واعادة هيكلة للتخلي عن السلاح والحوار مع الكيان الصهيوني، ثم بالمساهمة في غزو 1982 الاسرائيلي لبيروت ودورها في ترحيل مقاتلي الفصائل الفلسطينية الى امتلاكها فائض قوة ودور في الدولة ومؤسساتها والمجتمع بعد اغتيال الرئيس الحريري، وتنصيب الرئيس سعد وارثا بدل ابنه البكر بهاء، حتى الساعة ولبنان يدفع اثمان باهضه للهمينة السعودية دون ان يجني اية مكاسب، وقد استخدمته السعودية كخنجر مسموم في الجسد الوطني اللبناني، وفي تركيبته السياسية، وفي تاليب جماعات سياسية لبنانية على المقاومة التي شكلت الحدث المضيئ في تاريخ لبنان والعرب وتؤسس لمستقبله ومستقبلهم.
الديون اصبحت فلكيه، الفساد بلغ درجة غير منطقية، والتحاصص والنهب على درجة علنية وغير مسبوقة، وكل ذالك حصل في الحكومات التي رعتها السعودية وترأسها من انتدبته خلال الحقبة المنقضية. والاخطر انها ورطت فريقا لبنانيا في اسناد وتامين وتمويل وتسليح وتسريب مجاميع الارهابين والمشاركة المباشرة بالحملة الاعلامية او بالعمليات الامنية ضد سورية وجيشها وضد حلف المقاومة .
وعدت بهبات مالية ثم انقلبت عليها وسحبتها.
قيل عن ودائع سعودية لدعم الاستقرار المالي والاقتصادي وتبين ان حجم الودائع السعودية الحكومية والخاصة لاتساوي 1% من الودائع في القطاع المصرفين اللبناني. وفوق كل ذالك بدأت تنفس احتقاناتها وصراعاتها العائلية وازماتها في لبنان وتعامله ورئيس حكومته على انه ملك لامرائها يتوارثونه ويقررن من يحكمه واية سياسة يجب ان يعتمدها وكيف تكون حكوماته ومن يتمثل بها...
ما كان من هيمنة سعودية على لبنان وبعضه الوازن يعتبر بحق مرحلة محنة سوداء دفع وسيدفع لبنان الكثير من الزمن والامكانات لترميميها.
لكنه لبنان، المقاومة وثلاثية الشعب والجيش والمقاومة في حقبة الانتصارات التاريخية الجارية والناجزة في سورية والعراق لم يعد كما كان ايام الهيمنة الاحادية السعودية وانشغال سورية والمقاومة بالحرب العالمية العظمى الجارية فيها ومعها.
حلف المقاومة ينتصر، ويكسب حلفاء دوليين ويغير في حال العرب وفي مواقف مصر ومستقبلها.
وتلك الانتصارات والمتغيرات كان لابد لها ان تنعكس في لبنان، ربما تأخر حلف المقاومة بوضع قوته موضع التنفيذ واقصاء ومحاكمة الجماعات والقيادات والزعماء الذين تامروا عليه وعلى سورية والمقاومة باوامر سعودية امريكية انفاذا للمصالح الصهيونية .
الا ان وقاحة الاسرة السعودية وازمتها العميقة وصراعاتها بدأت توفر اسباب سقوط الحقبة السعودية والى غير عودة فالسعودية نفسها مهددة بالانفراط والتازم
هنيئا للبنان بمقاومته، وبرئاسة الجمهورية ومجلس النواب لسعت الصدور وكبر العقول وللادارة المتقنة للازمة التي افتعلتها السعودية باختطاف رئيس الحكومة وحجزه واضطراره للاستقالة.
موقف رئيس الجمهورية باعتبار الحجز اجراء عدواني سعودي، مؤسس لحقبة جديدة تضعف السعودية والموقف الفرنسي المستجد يصب في ذات الاتجاه كما سبق الموقف الروسي الهجومي والموقف المصري المعترض على السياسات السعودية واملاءاتها في لبنان
لبنان بدأ رحلة التحرر من السعدنة بعد ان تحرر من الساداتيه ومشاريع التسويات المذلة.
والمقاومة تستكمل انتصاراتها التاريخية بالتحالف مع الجيش ورئيس الجمهورية والمجلس... انه زمن هزيمة السعودية وانكفائها.
التجمع العربي الإسلامي لدعم خيار المقاومة