
ماذا ستقدم المعارضة المحترمة للشعب الموريتاني في خروجها المزمع في يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري قبيل عيد الاستقلال الوطني بيومين؟ إلى أين ستتجه المعارضة؟ وما ذا لديها لتقوله؟ هل قدمت لموريتانيا شيئا يذكر على مر مسيرتها السياسية؟
عيد الاستقلال الذي باتت ذكراه السابعة والخمسون على الأبواب؛ والذي كان من المفترض أن تكون المعارضة هي أول من يحتفل به وتستعد له بكل جهودها وقوته وعرض وطنيتها التي تتبجح بها في المحافل الوطنية والدولية وفي مختلف وسائل الاعلام.
وحسب بعض المتابعين للشأن السياسي فإن المعارضة غير مهتمة بالشعب ولا بالوطن أواستقلاله أوقضاياه، وكأن لا صلة تربطها بالاستقال ولا بعيد موريتانيا الجديدة، التي وضع رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز أسسها.
ما المعارضة الموريتانية عدا بعضها إلا أهل مصالح يعملون لأنفسهم بأقنعة مخادعة يخادعون الشعب والوطن كما فعلوا في أنظمة قد خلت من قبلها أنظمة، أفإن خرجت قبيل الاستقال فما عساها تقدم للشعب الموريتاني،ـ الذي يعيش عدة قضايا وطنية شائكة، وليست المعارضة من سيعينه على جديد معاناته ـ ؟
وكانت آخر صيحة من خيبات المعارضة الموريتانية هي جريها خلف شائعات تتحدث عن مقطع فيديو تتهم فيه الشرطة الوطنية بتعرية شاب من ملابسه مدعية أن الحادثة وقعت في موريتانية خلال مسيرة النصرة الأخيرة.
إن أكبر مشروع قدمته المعارضة الموريتانية منذ بدية مسيرتها السياسية هو السهر على تشريع جميع الانقلابات في الداخل وفي الخارج والاعتراف بها، ضاربة الحائض بهموم الشعب ومعاناته، همها الوحيد هو جمع ثروات طائلة واستخدام النفوذ لمصالحها الخاصة، وتلميع وجوهها وركوب موجات الأحداث لتجعل منها سبيلا لأهدافها الواهية.
ومن ينسى أن المعارضة هي من ظهرت في المسيرات المؤيدة لانقلاب 2005 ضد ولد الطائع، وهي من خرج في الشوارع وسمى أنقلاب 2008 حركة تصحيحية وأثبتت له ذلك الإسم، وبعضها تجول في معظم الولايات والمقاطعات دعما لانقلاب 2008، ثم يعدون لما قالوا ويقولون في وسائل الاعلام إن انقلاب ولد عبد العزيزي ضد الرئيس السابق سيد ولد الشيخ عبد الله ليس سوى حركة تصحيحة، عندما بنى ولد عبد العزيز دولة قوية ذات سيادة ومنعهم ما يريدون أصبحوا معارضين لموريتانيا الجديدة بعلمها ونشيدها الجديدين، خرجوا إلى الشارع وذهبوا ليقدموا للشعب دروسا في الوطنية، فبأي لسان ستنطق أفواه صاحت بنقيض ما تدعي؟
اتلانتيك ميديا