حقا إنه لنفمبر كئيب و حزين، بل مقرف حد الموت! هل ما زلنا نستطيع أن نتحدث عن قيم و عن أخلاق و عن قانون و عن مؤسسات دولة بعد اليوم؟؟!!
لم أكتب في اليومين الماضيين عن التسريبات و التسريبات المضادة، لأن ثقتي أصبحت مهزوزة في كل شيء، لكن بعد أن اتضحت الفضيحة، يحزنني أن أقول بأن هذا المجتمع تم وأده في قاع سحيق من الضياع و تعريته من كل ما يمت للبشرية بصلة.
في هذا الجو المزكوم بالعار و الفضائح، ننعي الدولة و مؤسساتها و النخب على جميع مستوياتها و الصحافة و مهنيتها، و نحيي تلك البسمة التي تحاول أن تحاول باستماتة أن تنتشل الحقيقة المرة، من بحر دموع الكذب و العار و مهانة الإنسان، التي أرادوها أن تقبر و إلى الأبد. تلك البسمة سيداتي و سادتي هي أنتم جماعة المدونين الشرفاء و تلك الشخصيات الوطنية التي أخذت على عاتقها التحقيق في تلك الفضائح المدوية و أولائك الشرفاء الذين سجلوا ذلك الوجه العاري و الفاضح الذي حاولت المؤسسة الرسمية أن تستره بالنكران بالسكوت عنه و بتجييش البعض لمحو آثار الفضيحة بالإشاعات و التسريبات المضادة التي تؤكد الانزلاق المتصاعد نحو القاع في قتل لما تبقى من مهابة الدولة و القانون و القيم و الأخلاق.
سامحني نوفمبر لم أرد أن أجرحك أو أن أوذيك، أنا فقط لا أريد أن أصمت على ألمي و حزني عليك. أنا حقا أعشقك و أموت حبا في هذه الرقعة من الأرض التي أهديتها البسمة ذات يوم. سلام عليك يا وطني الجريح!!
نقلا عن صفحة الكاتبة