
أنا العبد الفقير حقا محمد ولد أبهاه، لا خلاف في ذلك، صندوقي الأسود يحتوي شفرات حلاقة و عبوة Vaseline ناسفة و فرشاة أسنان و حوالي 15 ألف أوقية ليست من أموال الشعب، ليس لدي مخبرين و لا مخبرات، مع أني أود حقا زرع بعض المخبرين حول منزل حماتي المستقبلية لمراقبة تحركاتها و أنشطة كريمتها لؤلؤتي الثمينة، أعتقد أني قد تسرعت و لا غرو، أود زرع مخبرين هنا في صحراء إينشيري و هناك في صحراء نواكشوط للعثور على حماتي و كريمتها و منزلهم طبعا، أريد مدونا من العيار العاطفي أو العيار السائل يجيد التخفي حتى لو تطلب منه الأمر ارتداء فستان وردي اللون و استخدام عطر نسائي و التحلي بحسابات مستعارة على الفيسبوك يكتب أعلاه أنه يعمل في حملة إيقاظ مليار مسلم لصلاة الفجر حتى و إن كان لا يستيقظ إلا بعد صلاة العصر، أريده عاطلا عن العمل و عاطلا عن الزواج و ناقما على الأخلاق يتميز بالفضيلة من الخارج و يتميز بالعكس من الداخل، بناء الوطن ليس أمرا سهلا و بناء أسرة أشد و أشد.
علاوة راتبي لا يمكن أن تصل 3.5 مليون أوقية شهريا، لو وصلت إلي 10 آلاف سأقوم بدعوة أصدقائي للعشاء على حسابي و سأدرس معهم امكانية الترشح في الاستحقاقات البرلمانية القادمة كنائب عن مقاطعة لكصر، أنا عبد فقير بكل تأكيد، و حين أستخدم ذلك اللقب فأنا لا أستخدمه عن جهالة و لا عن تواضع كما حدث مع معالي العبد الفقير يوم أمس أيده الله، أعرف جيشا من الشباب يحملون أكواما من الشهادات يحلمون براتب أيا كان حجمه، أعرف الكثير من العائلات تفترش الفقر و تلتحف الجوع دخلها اليومي مخجل حقا، لا دخل يومي لمعظم تلك العائلات و هذا لا يخفى على أحمق، التصريحات يوم أمس كانت لوزير واحد، تصوروا معي ماذا سنكتشف لو صرح الزعيم ببعض إنجازاته الخاصة و الوزير الأول و بقية الوزراء و المدراء و الولاة و الحكام و حسناوات الحكومة!! اللهم إنا لا نسألك رد القضاء و لكنا نسألك اللطف فيه فقط، عجلة التنمية تدور إلي الخلف و عملية صناعة الفقراء و تمديد عقودهم تسير على عدة أقدام و عدة سيقان.
أشاهد شروق الشمس كل صباح و أتأمل فيه حياتي و أستمتع بما تبقي لي من أحلام و أنا أحدق في خيوط الشمس تسقط على هذه الأرض الطيبة، اليوم تخيلت علاوة 3.5 مليون أوقية تسقط على راتبي من السماء و لا تسقط من صندوق أسود و لا أحمر، سرحت بعيدا و أنا أنفق ذلك المبلغ على مشاريعي التي أرهقها الانتظار، اللهم لا شماتة، يجدر بالأبرياء من الفساد و المال الحرام تبييض أحلامهم قبل أن تتحول إلي كوابيس قد تحاسبهم عليها الحكومة الموقرة، أسعد الله أوقاتكم.