نحن مجتمع غريب الأطوار , بل ولكي نضع الإصبع على الوجع نقول إن" سياسيينا غريبي الأطوار,
إذ تجد الواحد يريد من الآخرين أن يكونوا نسخة طبق الأصل من مخ دماغه يفكرون بتفكيره ولا يحيدون عنه وهذا شكل غريب من الغباء .
ولا يقبل سياسيونا الاختلاف في الرأي , ومن خالفهم في الرأي إذا كان منهم يعتبر شخصا مجرما ومتمردا أو هو شخص مندس يعمل لجهة أخرى وهذه هي فلسفة الأحزاب الاسلاموية وثورة فارس بإيران في تشابه غريب على الرغم من اختلاف فلسفات هذه الأحزاب, وهذا كله بسبب تجريم النقد أما النقد الذاتي فإنه لا محل له من الإعراب لأن مفكرة الحزب "معصوم" كما هو الحال بالنسبة للمرشد عند الإخوان والإمام عند شيعة فارس.
ويعتبر مبدأ النقد والنقد الذاتي هو الصمام الذي يمكن إن يقي من فداحة الأخطاء وتأليه الأشخاص وإضفاء طابع العصموية عليهم , وهنا تختلف الأحزاب السياسية التي تمتلك أهدافا واستراتيجيات حقيقية وقضية تدافع عنها وتريد الوصول إليها وهذه هي الأحزاب القومية الاشتراكية أو ذات الطابع الاشتراكي عكس الليبراليين والأحزاب التي تتدثر بدثار الدين.
في موريتانيا اختلطت العجينة بسبب تسلق سياسيين لسو مسلحين بفكر ولا بعقيدة سياسية وبذلك جاء تفكيرهم وممارستهم السياسة ليست لها ظهير فكرى ضعيفين وراسفين في الضحالة.
ولهذه الأسباب بقى أداؤنا السياسي دون المستوى وخاضع تارة لمعيار القبيلة وتارة معيار الجهة وأخرى معيار المناطقية ,و تحكمها رواسب اجتماعية لا تتجاوز حافتها في التفكير.
وتجد الحزب يتأين وتخرج من رحمه عشرات الأحزاب بعدد الكوادر ذات الأهداف والمصالح المختلفة وإذا كان حزبا حاكما تجد فيه مئات الأحزاب النائمة بعدد الرؤوس الكبيرة المنتسبة له لا يجمعها إلا الطمع بما في يد الحاكم وإذا تنحى الحاكم أو نحى تراهم كالضفادع يقفزون في اتجاهات مختلفة كل يبحث عن كعكة في يد ضحية أخر.
(3/2)/بقلم: محمد الأمين لحبيب