الصراع على تركة الرئيس يشل عمل الدولة..

باتت الصراعات داخل الأغلبية الرئاسية تشل عمل الدولة بشكل واضح وفاضح، حيث بلغت أوجها منذ فترة فيما بات يعرف بالصراع البيني داخل الحكومة مرورا بصراع الحكومة مع الحزب الحاكم وليس انتهاء بصراعها مع نواب الأغلبية والصراع البيني داخل كتلة النواب الموالين أنفسهم والذي ظهر جليا في الجلسة الأخيرة لنقاش برنامج الحكومة.

صراع يبدو أنه احتدم على تركة رجل ما زال الأقوى رغم تغاضيه عن بعض ما يحدث في المشهد السياسي لنظامه الآيل إلى التفكك في مرحلة تقتضي التكاتف والتآزر.

أحد الأطراف اختار لمعركته ميادين لم يكن ليخطر لأي مناصر لرئيس الجمهورية على البال أن يختارها، إذ دأب على إشعال الأزمات في الداخل والخارج ممسكا عصاها من الوسط، موهما رئيس الجمهورية بأنه الأقدر على حلها سعيا لإقناعه بأنه الطرف الأقوى ولا بديل عن الاحتماء به.

وليس ازدراؤه وتهميشه للجناح السياسي للنظام الممثل في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الذي كان وليد أفكار رئيس الجمهورية وتشرف بأول رئاسة له، إلا رسالة غير مشفرة للنظام عليه قراءتها بتأن والتصرف وفق مضمونها.

لعبة خطيرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى يلعبها نفس الطرف، حيث أجج الصراع بين نواب الأغلبية الرئاسية محولا دورها من ممثل للشعب ومدافع عن مصالحه إلى مجموعة كمبرسات في مسرحية صراع أجنحة نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، والتي كتبتها وأخرجتها حكومته وما زالت تقلب الأدوار فيها والسيناريوهات حسب الظرفية والمزاج.

من الصراعات داخل الحكومة إلى الصراع مع الجناح السياسي للنظام الممثل بحزبه الحاكم إلى إشعال فتيل أزمة داخل الأغلبية البرلمانية الموالية لرئيس الجمهورية تشعل الحكومة ممثلة في منسق عملها فتيل أزمات بين أركان النظام ضاربة عرض الحائط بالظرفية الزمنية التي تقتضي التماسك في وجه انتخابات بلدية وتشريعية وأخرى رئاسية قرر أكثر من ثمانين بالمائة من المعارضة الراديكالية المشاركة فيها.

واقع مزري يعيشه النظام الموريتاني الحاكم دفع بالكثير من مؤيدي الرئيس ومناصريه إلى مطالبته بالتدخل الفوري، مضيفين أن تنسيق العمل الحكومي ليس ثوبا حيك على مقاس رجل بعينه، بقدر ما هو تكليف يجب أن يوضع فيه الرجل المناسب في المكان المناسب من خلال قراءة متأنية للأداء على اعتبار الظرفية الزمنية.

أتلانتيك ميديا

ثلاثاء, 30/01/2018 - 10:38

          ​