الوحدة الوطنية خط أحمر ولا مكان للمتطرفين في موريتانيا

كانت موريتانيا على مر العصور وما تزال تترابط فيما بينها عبر منظومة واحدة تتلخص في الدين وكان حب الوطن طابعا بارزا في حياتهم فكان الرجل يتغنى بشوقه لأوطانه وحنينه لأرضه، ورد ذلك في أشعارتهم ورسائلهم.. وعلى مر العصور كان هنالك من يلعب على وتر التفرقة العنصرية بين مكونات الشعب الموريتاني، فلم تسلم فترة زمنية من منغص يدخل أنفه في أمور الناس ويدس يد السوء بينهم على خفية بمختلف الوسائل،  ودائما يتكسر نهجه على صخرة الإيمان بالتكاتف والتعاضد الوطني.

أما اليوم ونحن نعيش عصر السرعة وبعد أن سيطرت ثورة التكنلوجيا على حياة الناس وأصبح التواصل بين الناس مرهونا بعوالم افتراضية يدخله من هب ودب من الباب الذي يهوى وباللباس الذي تقتضيه أهدافه الخفية، وبعد ما شهدته الدولة الموريتانية من إطلاق العنان للحريات في سبيل تكريس الديمقراطية ومنح الجميع الحق في التعبير عن رأيه، جعل بعض المخادعين ينفخون في الرماد لإذكاء نار الفتن باسم  بعض الشرائح الضعيفة، ليكسب من ذلك مكانة عاليمة، ويحقق لنفسه دعاية خاصة، ويكسب أموالا طائلة وتبقى تلك الشريحة بحالها، وقد انكشف أمر المتلاعبين بحقوق المواطنين باسم الحرية وباسم محاربة العبودية وباسم الدين الاسلامي حتى، والملفت في الأمر أن الشعب الموريتاني غني عن المنظمات العالمية ودعاة الحرية والعدل، فهو مجتمع مسلم مسالم يعيش بسلام ويشمل بنية اجتماعية متعددة الأعراق والألوان يجمعها التاريخ والجغرافيا واللغة، ستبقى لحمتها متكاثفة ووحدتها الوطنية مرصوصة رغم كل المنظمات والهيآت التي تنتهز الفرص في الفقراء والمحتاجين من ضعاف الناس لتنال بذلك الأموال بوسائل مختلفة عن الأهداف الأصلية.

إن على كل من يلعب على التفريق بين مكونات الشعب الموريتاني أن يعي أنه يصطاد في المياه العكرة وأن الموريتانيين على اختلاف ألوانهم وأجناسهم سيقفون له بالمرصاد، وطبعا لن تبقى الدولة مكتوفة الأيادي أمام توجهه، وستضرب على المتمالئين على الوطن بيد من حديد.

ومن جهتها السلطات المعنية وعلى رأسها رئيس الدولة السيد محمد ولد عبد العزيز لن ترخ العنان لدعاة التفرقة والتطرف، فهم أخطر على الجتمع من كل مخاوفه، ولن يجدوا مهربا في هذه الربوع المسالمة، وسيتم تطويقهم، كما يجب على السلطات أن تدعو جميع المواطنين إلى تكاثف الجهود لمنع المتطرفين من وجود مكان لبث أفكارهم الخبيثة، والدعوة كذلك إلى بث روح المساواة والأخوية وتكريس ثقافة الوعي الاجتماعي وتبادل الأدوار بين مختلف شرائح المجتمع الموريتاني المسلم.

الوحدة الوطنية خط أحمر.. دونه تحمر الأرض دما

اتلانتيك ميديا

اثنين, 12/02/2018 - 13:35

          ​