
سنة 2009 مرت اشهر و المعارضة تفسد الوقت في اكل الفستق و بسكويت "سرقلة" و شرب الشاي و نقاش السياسة في مقرات الاحزاب خاصة مقرات احزاب عادل و التكتل و اتحاد قوي التقدم و التناوب الديمقراطي و التهلل ببيانات الهيئات الدولية في حين كان قائد الانقلاب انذاك محمد ولد عبد العزيز يجوب الوطن شرقا و غربا و جنوبا و شمالا و يتنقل في احياء نواكشوط و يلتقي المواطنين و يلقي خطبه التي كانت المعارضة انذاك تصفها بالشعبوية .
المعارضة كانت تظن ان الفوز في الانتخابات يعتبر "تسدبيت عاكب العصر" و كانت تبني تخطيطاتها انطلاقا من معلومات اخذت من داخل المكاتب و عن طريق قصاصات الصحف و المواقع .
بعد اتفاق داكار نزلت المعارضة متأخرة جدا الي الميدان (و كنت شاهدا علي ذلك ) فوجدت الامور قد حسمت لصالح من اصبح بعد ذلك رئيسا للبلاد و هو الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز .
أتذكر أننا و خلال إعداد استطلاع علي عينة من المواطنين في عدة مناطق و عندما كنا ندخل الي منزل و نطلب من ساكنيه لمن يصوتون يرد اكثر من نسطلعهم انهم مع الرئيس عزيز و كنا نعتبر انهم يغالطوننا خوفا من التضرر من السلطة لكن النتيجة فيما بعد اظهرت ان الاستطلاع الذي تم تسليمه في حينه لقادة المعارضة كان دقيقا الي ابعد الحدود فالشاي و الفستق و بسكويت "سرقلة" و الجلوس في المكاتب او البيوت هم سبب فشل المعارضة 2009.
اليوم اظن ان الامور تتجه الي التكرار ففي الحين الذي تقوم به السلطة التي هي المتمسك بكل اوراق اللعبة و يمكنها ان تبقي بالصفة التي هي عليها الان بتصحيح مسارها عن طريق اعاداة تنظيم الحزب الحاكم تبقي المعارضة في وضعية توقف تام.
لا يوجد اي تفكير في استراتجية مستقبيلة.
اكثر نشاط يقوم به قادة المعارضة و المخططون فيها هو اصدار بيان او تنظيم نقطة صحفية لم يعد يتجاوز عدد قراء خبرها المائة و تلبية دعوات العشاء او تقديم واجب العزاء هنا او حضور عقد قران هناك .
من ينتقد عدم حركية هذه المعارضة يواجه بسيل من السب يصل درجة الشيطنة .
و المشكلة ان الفعل المعارض يزداد داخل المواطنين و يبتعد عن التنظيم من خلال وجود فجوة كبيرة بين المواطن البسيط المعارض لعدة اسباب و قادة المعارضة و هو ما يجعلنا نتخوف من عدم تأطير الفعل المعارض مستقبلا و تلك قضية اخري نتحدث عنها لاحقا .
نقلا عن صفحة شنوف مالكيف