وبما أنه كان رجل حكمة وخبرة في سبر أغوار الحياة ومجاهدا عظيما لم يقتصر عطائه على هذا فحسب بل أخذ السيف والقلم معا وكان قلمه يوجه لسيفه ولسيفه يحمي قلمه
كانت شنقيط معروفة قبل صاحب الوسيط، لكنه زادها تعريفا وتقديما، وهو يعرفها اصطلاحا ونسبة في صدر كتابه فيقول: (( الكلام على تاريخ عمارة شنقيط: كانت شنقيط عيونا تشرب منها الخيل...، وقد مضى من تاريخ عمارتها إلى وقتنا هذا وهو عام 1329 خمسمائة سنة تقريبا، ... قال العلامة سيدي عبد الله ابن الحاج ابراهيم العلوي في رسالته <صحيحة النقل في علوية إدوعل وبكرية محمد غل>: وهم يعني (العلويين) كانوا زمانا قبل توطنهم آبير وشنقيط، بتبلبالت (قرية بالجزائر) ...، ثم لم يزل العلويون قبائل كثيرة، بآبير، بلغنا أن كل من أول اسمه إد (بكسر الهمزة وفتح الدال المهملة) من قبائل الزوايا خرج من آبير، وكان العلويون فيه أربعين أو اثنتين وأربعين قبيلة، ما بين صميم وحليف، وكانوا يقتلون من قتل، حتى قتل جدنا يحيى قتيلا، فقال بعضهم: نقتله، وقال بعضهم نطرده، ثم طردوه ولم يقتلوه لشرفه فيهم وعلو منزلته. فجال في البلاد، ثم أتى شنقيط وقد بنيت فيها بيوت قليلة فيها:
أعمر يبنى وجد إديجر ومحمد غل، فأراد النزول معهم فقال بعضهم خلوه ينزل معكم، لكن يستبد بالأمر عليكم، فسكن معهم. وآبير: قريب جدا من شنقيط، ومعنى شنقيط: عيون الخيل، ثم لم تزل عمارة شنقيط تنمو، وتضمحل عمارة آبير، إلى أن لم يبق فيه داع ولا مجيب. وابتداء عمارة هذا، إلى زوال عمارة ذاك، أربعون سنة، وكان في شنقيط أحد عشر مسجدا، بالمسجد العتيق العامر اليوم، وله اليوم نيف وأربعمائة سنة... وكان الركب يمشي من شنجيط إلى مكة كل عام، ويتعلق بهم كل من أراد الحج من سائر الآفاق، حتى إن أهل هذه البلاد، أعني من الساقية الحمراء إلى السودان، إن رءوا، لا يعرفون عند أهل المشرق إلا بالشناجطة إلى الآن، ..)).
تربي وترعرع عبدي ولد المختار في أحضان أسرة من طراز لرفيع درس الكتاتيب وحفظ القرآن الكريم وحفظ الألفية والأصول العشرين وإبن عاشر ولأخضري والنحو وكان يتلقي دروسا في الفقه والتشريع مع رفيق دربه وأبن عمه مولاي إبراهيم بن محمد المصطفي شريف من رجال العلم ينتهي نسبه إلي الحسين إبن علي على الولي الشهير محمد عبد الله ولد حبيب الله اليعقوبي الملقب (لمجيدري) في نواحي تيرس حيث تعرف خلالها على مولولود حيث كان هو الأخر في مهمة لطلب العلم لكن مولود كان دائما قريبا من عبدي ولد المختار وكان يكن له الحب والاحترام وقد قال فيه العلامة مولود ولد محمد الجواد يوما قصيدته الشهيرة بعد أن أفتقد عبدي والمختار لفترة ليست بالقصيرة,
حاكت على كبدي حزنا ديارهم نسج العجاج على جرعائها الكدرا
قد شاع فضلك في الأفاق قاطبة وعم ضياء الشمس وانتشرا
وجدت كل شريف كان ذا شرف وكنت بالشرفين الحائز الظفرا
إن كان جدك للأرسال خاتمة فأنت خاتمة الأقطاب والأمرا
ما هم قط بإصغاري أخو صغر إلا ودافع عني الله بالكبرا
لازال عبدي نجل المختار ملجؤنا لكل حامي حميا جده وزر
إن كانت أحببتنا في الله إن لنا في حب مثلك إيانا لمفتخرا
أمرْت أمر أمير المؤمنين إذن فأصْدع بما أمر المأمون من أمرا
هذا لوافد أمداحي مقدمة وسوف تسمع إن عشنا وسوف تري
يجب أن يكون تدريس سير عبدي ولد المختار وبكار ولد أسويد أحمد وسيد أحمد ولد احمد العيد في مناهجنا التربوية إجباريا كما يجب إطلاق إسم عبدي ولد المختار على أحد الشوارع في العاصمة مثلا طريق أنوا كشوط أكجوجت علاجا الإطلاق إسم الجنرال ديغول علي أهم شارع في قلب العاصمة وتهميش من دفعوا بدمائهم فاتورة سبعون عاما بشلال من الدماء ولن نرضي بالقليل,
محمد الأمين ولد محمد الأمين