أخرجي ما في الصندوق من نقود وإلا ذبحت ُطفلك.. هيا أسرعي وإلا سأفعلها..".. بهذه الكلمات هدّد لصّ عشريني الصيدلانية، إيمان الخضري من مدينة غزة، حيث وضع سكيناً حاداً على رقبة طفلها ذو الأعوام الثلاثة،.
بهدف إجبارها على إعطائه النقود التي كانت داخل صندوق صيدلية "الوحدة" وسط مدينة غزة.
وفقا لصحيفة "فلسطين" المحلية فإن الأم لم تطلق العنان لتفكيرها فيما ستفعله، إزاء هذا الطلب، فالموقف كان أقسى من ذلك، حيث حياة صغيرة يتهددها الموت، فما كان منها إلا أن تركض خارج الصيدلية وتصرخ طلباً للعون من الناس.
ووقعت الحادثة التي أرّقت أهل المنطقة، عندما جاء أحد الشباب إلى الصيدلية، وبيده "روشتة" بعدد من الأدوية صباح الأربعاء الماضي، مستفسراً عن ثمنها، فأجابته الصيدلانية الخضري، بمقدار المبلغ، لتجده واقفاً في مكان يكشف الجناح الداخلي من الصيدلية..
وهنا أثارتها الشكوك فسألته: ما بك؟!، فأجابها: لا شيء فأنا أسأل عن سعر الدواء فقط، وأخبرها بأنه سيأتي بعد ساعة لشرائه.
على ما يبدو بأن "الشاب" جاء لمعاينة المكان، ومعرفة مداخله حتى يعود لسرقته، ولم تمر ساعة من الوقت حتى عاود المجيئ، فطلب منها إحضار الأدوية من دواليب الصيدلية، لكي يشتريها، فأدارت ظهرها بحثاً عنها، وما أن التفت حتى أذهلها ما رأته عيناها.
حيث دخل إلى جانب الدواليب، مستغلاً كسر الباب الذي يفصل بين مكان العاملين في الصيدلية، والزبائن، وأمسك بطفلها ووضع السكين الحاد الذي كان بحوزته على رقبته، وطالبها بإخراج المال، ولم يكن يعلم بأن ما كان في الصندوق، ليس سوى إيراد بضعة ساعات، لحرص أصحابها على عدم تراكمه، خشية السرقة.
عندما بدأت الأم بالصراخ، ارتبك "اللص"، وطلب منها التوقف عن الصراخ، ووعدها بترك طفلها دون أذى، إلا أن هوْل الموقف جعلها تخرج عن طورها، وتستمر في طلب العون والهرولة خارج الصيدلية.
تقول الخضري :"لم أفكر في شيء حينها، فكل ما فعلته أنني بدأت أصرخ، وأستغيث الناس من حولي، فما رأيته، أفقدني صوابي.."، ليجتمع الناس حولها.
"اللص"، أخفى السكين في الصيدلية، وأنكر فعلته، حيث أخبر الناس الذين تجمهروا عليه، بأنه لم يأتي للسرقة، أو تهديد الصيدلانية بقتل طفلها، وأطلعهم على "روشتة" العلاج التي زعم أنه جاء لأجلها.
لحسن الحظ، ولأن كل جريمة وراءها سَقطة، كان أحد العاملين في شرطة المرور ذاهباً للوقوف في مكان عمله، بالقرب من موقع الحادثة، فلمح شيء بيدِ اللص، وحين إنكاره الجريمة، واجهه بما رآه، إلا أنه استمر في الإنكار.
الشرطة حضرت إلى المكان بعد تلقيها بلاغاً عن الحادثة وفتشت أرجائها، إلا أنها لم تعثر على السكين، الذي خبّأه تحت إحدى عبوات حفاضات الأطفال، في رفّ ناءٍ، حيث عثر عليه عمّ الطفل الذي كرر التفتيش مراراً.
وبعد إخراج السكين، واصطحاب الشرطة للص، اعترف بفعلته، ليتم سجنه لمدة خمسة عشر يوماً على ذمة التحقيق.
الحادثة لم تنتهِ عند سجنه، فالوضع النفسي الذي وصل إليه كل من الأم وطفلها، حرمهما من النوم، فعينيّ لم تغمضا منذ الحادثة، كما يقول زوجها عبد الرحمن الخضري، مشيراً إلى أنها بين الفينة والأخرى تنهض من فراشها للتأكد من أن طفلها بجوارها ولم يلحقه أذى، أما الطفل فلا يزال الخوف ملماً به، لهوْل ما حدث له.