
نالت اللغة العربة حظا كبيرا من اهتمام الموريتانيين، حتى اشبعوا كل فنونها معرفة وحفظا واتقانا في عصر المحظرة، كيف لا وهي لغة الدين ولسان الثقافة وحامي الحضارة.
وقد ظل اهتمام الموريتاني باللغة العربية هما يرافقه وهو يعيش عصر الدولة الحديثة ويشهد صراع الحضارات وتلاقح الثقافات، وفي منتصف القرن المنصرم وفي ظل النهضة العربية الحديثة أنشأت بعض الدول العربية مراكز ثقافية وهيآت تهتم بالثقافة العربية، كان لها الدور البارز في رعاية اللغة العربية والدفاع عنها والاهتمام بشتى علومها، والسهر على خدمتها وتمهيد السبل لتوفير مصادرها الصحيحة من نحو وصرف وأدب، في سبيل النهوض بالواقع الثقافي في البلاد، من خلال توفيرها لما يحتاجه الباحثون و الطلاب و التلاميذ، و غيرهم من رواد الثقافة هذه المراكز التي قدمت خدمات جليلة للغة العربية على مدار العقود الماضية، و ما تزال تواصل العمل على نفس النهج القويم، الساعي لخدمة اللغة العربية وجعلها في المرتبة الأولى لتواكب الحركة الثقافية العالمية.
وتستقبل قاعات المطالعة في هذه المراكز عشرات الزواريوميا لينهلوا من معين كتبها المتراصة على الرفوف، أدبا و علما و ثقافة اسلامية و عربية خالصة، مكتبات ضخمة وأخرى متخصصة تحتوي فيها كتب قيمة عن كافة مجالات الثقافة، بالإضافة إلى جناح مكتبي خاص بالمؤلفات و الكتب.
وفي خدمة اللغة العربية تقوم بعض هذه المراكز بإنشاء محاضرات علمية وفكرية أسبوعية، تتناول شتى الموضوعات المتخصصة تخدم اللغة والأدب وتستهدف مختلف المستويات المعرفية؛ مستقطبة طيفا واسعا من المثقفين الموريتانيين، للنقاش و تبادل الخبرات و التجارب، بالإضافة إلى انشاء مسابقات سنوية في مختلف الفنون كالشعر والقصة القصيرة.
فإلى أي مدى ساهمت هذه المراكز في الدفاع عن اللغة العربية لتجاوز التحديات الحضارية التي تواجهها؟
وكيف ستساهم في الرفع من مكانة اللغة حتى تستعيد ألقها بين لغات العالم؟
ديدي نجيب