يرى مراقبون للشأن الموريتاني محليا ودوليا أن موريتانيا شهدت نقلة كبيرة في شتى المجالات وعلى كافة الأصعدة، بل يذهب بعضهم إلى أن أقل ما يمكن قوله في الظرفية الحالية إن موريتانيا ولدت من جديد بعد أن عصفت بها رياح الأنظمة السابقة وتراكمات الماضي السحيق..
غير أن الحديث عن عدم ترشح الرئيس محمد ولد عبد العزيز لمأمورية ثالثة وتأكيد الأخير لذلك فتح باب استمرارية تلك الإنجازات على مصراعيه.
قرار شجاع بما تحمله الكلمة من معنى ثمنه العالم أجمع، إلا أن بعض المحللين يرى أنه سيفرز أحد أمرين:
- إما أن يكون الخليفة شخصا قويا يدرك أن عليه أن يسير في ذات الاتجاه الذي وجد البلد عليه وهو أمر صعب المنال، وحينها سيكرم الرئيس محمد ولد عبد العزيز ويصدره للعالم كرمز دولي يكسب احترام الجميع.
- أو ينقلب عليه ويدخل البلد في متاهة سبق لها وأن عاشت مثلها، أعادت البلد إلى الوراء قبل أن تنتشله المؤسسة العسكرية والأمنية وهو في طريقه إلى التقهقر.
في الحالة الأولى وهي المرغوبة فإن ولد عبد العزيز سيصبح رمزا دوليا غير أن ذلك سيؤثر على مصالح البلد بغيابه عن الساحة المحلية وهو ما دفعت الخشية منه بالموريتانيين إلى مطالبته بتغليب مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية بالبقاء في السلطة حفاظا على المصلحة العليا للوطن.
بقراءة أخرى.. قرار عدم الترشح يعني استخلاف شخص يكون على قدر عظيم من الثقة والمصداقية والوفاء بحيث لا يغيب الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن المشهد ويكون له فيه حضور مؤثر، وبالنظر إلى الموالاة الحالية فإن الأمر يحتاج إلى أعمق من التفكير وأكثر من الثقة كون غالبية الموالين هم أغلبية مزيفة إلا أشخاص يعدون على رؤوس الأصابع فقد دأبوا على الصمت أو التراجع كلما اشتد الخناق على السلطة أو استدعت الضرورة تدخلهم، أما الثقة والولاء المطلق للرئيس محمد ولد عبد العزيز فينحسر في المؤسسة العسكرية والأمنية التي أكدت مواقفها في كل الأحداث عدم تراجعها عن الولاء للرئيس ووفائها له.
يقول المثل الشعبي إن الحجر إذا خرج من يد الرامي استحال التحكم فيه وهو ما يضع استخلاف الرئيس محمد ولد عبد العزيز لبديل محل تخوف لدى المقتنعين الحقيقيين به والسائرين عن إيمان في ركبه، والخشية تنبني على الكثير من الأحداث المشابهة في العالم والتي انقلب فيه المستخلفون على الرئيس السابق بعد أن كانوا محل ثقة كبيرة بل ومطلقة.
أتلانتيك ميديا تؤكد أنها سارت مع نهج الرئيس محمد ولد عبد العزيز وتحترم من سيخلفه إلا أنها بالمقابل تؤكد أنها لن تتراجع عن الرئيس محمد ولد عبد العزيز سواء بقي في السلطة أو غادرها بشكل نهائي فهو بالنسبة لها تحول من رئيس إلى رمز من رموز البلد.