
السفارة الإيرانية والأدوار المشبوهة حدد القانون الدولي دور البعثات الدبلوماسية في رعاية مصالح الدولة وتعزيز التعاون وهي مبادئ جميلة راقية لكن تاريخ العلاقات الدولية يكشف عن دور آخر للبعثات الدبلوماسية قد لا تتوانى في لعبه فقد ارتبطت مأسي العالم الكبرى بأدوار قذرة للبعثات الدبلوماسية فهي خناجر سامة جاهزة للطعن متى اريد لها ذلك ولعل نار تسميم الجاسوس البريطاني المزدوج التي تغلي فوقها المئات من البعثات الدبلوماسية الأوروبية ابلغ مثال ذلك، وفي منطقتنا فإن مآسينا النازفة في العراق وسوريا واليمن ولبنان و التي تطبخ على نار هادئة في البحرين والسودان والسينغال ومالي والحبل على الجرار كلها ثمار للتدخل الأجنبي و بالذات الإيراني من خلال البعثات الدبلوماسية، لذا فإنه من حقنا أن نقلق من أي دور تقوم به هذه السفارة في المجتمع او تواصل وحميمية زائدة تمارسها مع هذه الفيئة او تلك .
إن الموضوع لا يحتاج الى كثير بحث او عناء تفكير فبنظرة واحدة على الوالغين جروحنا النازفة يمكن ان نرى بوضوح ان اللاعب الإيراني هو أبرز المنضمين للجوقة وبكل عنجهية واستكبار يتباهى بأربع عواصم عربية أصبحت تحت إمرته دمشق أقدم عاصمة مأهولة وبغداد تاج الحضارة الانسانية وبيروت صولجان ثقافتنا وصنعاء ارث امجاد جدودنا. وتحضر المنامة والاحساء وداكار وباماكو والخرطوم للمصير ذاته.
إن موريتانيا تأتي ضمن رقعة النفوذ الإيراني المتزايدة في غرب افريقيا كامتداد شمالي لدول مالي والسينغال وغينيا وكامتداد جنوبي للمغرب والجزائر اللتين شهدتا جهدا تشيعيا ادى الى تدخل السلطة في البلدين فطرد السفير الايراني في المغرب ووقفت الجزائر بحزم ضد الأنشطة الإيرانية المشبوهة، ففي آخر إحصاء صادر عن مؤسسة (مجمع أهل البيت) التابع للمرشد العام فإن عدد الشيعة بدولة مالي وهي دولة سنية بالأساس – أصبح 1% من السكان، موضحة أن عدد السنة في مالي يبلغ 12 مليون شخص، فيما الشيعة 120 ألفا.
وفي السنغال – وهي أحد أهم مراكز النفوذ الإيراني في غرب أفريقيا – يبلغ عدد السكان نحو 12 مليون نسمة، بينهم أكثر من نصف مليون شيعي (5%) من السكان وذلك وفقا لإحصاء المجمع العالمي لأهل البيت.
أما غينيا بيساو – وهي أيضا من دول غرب أفريقيا – فقد بلغ عدد المسلمين فيها 680 ألف نسمة، بينهم أقل من 6800 شيعي (أقل من 1%)- صحيفة الشرق الأوسط
انه من حقنا كمواطنين بسطاء أن نقلق بل أن نخاف ونجزع لإن هذا الواقع الصادم لم يهبط علينا بضغطة زر من السماء بل إنه نتاج عمل دؤوب بدأ بأحداث وتفاصيل بسيطة تدور الآن هنا في غفلة منا كما دارت ذات مرة في بيروت ودمشق وصنعاء وبغداد وداكار وباماكو.
انها البعثات الدبلوماسية الإيرانية الشيعية التي تعمم (من العمامة) في قم والنجف وتعمد في طهران تمهيدا لمهمتها (المقدسة) في غرب افريقيا ،لذا فإن دور السفارة الإيرانية في نواكشوط ليس لتعزيز العلاقات الاقتصادية فنحن لا نرى سلعا إيرانية في الأسواق رغم الحاجة لذلك ولا نرى مشاريع كبيرة ممولة من إيران رغم سخائها على الميليشيات والتنظيمات خارج حدودها. لكننا نرى اطقم السفارة تتكبد عناء طريق الامل الى العيون وتتكبد نفس العناء الى انواذيبو وكيهيدي ومقاطعات نواكشوط دار النعيم وتيارت…الخ في زيارات شعبية حميمة تحت ذرائع وحجج واهية أما المهام التي يقوم بها المكلفون بمهام من جيل طحالب المرتزقة السامة التي نمت حول السفارة في تهافت بائس على لعاعة من الدنيا فحدث ولا حرج يبيعون بها دينهم ووطنهم ويسلمونه لمن يرى فيه نموذجا قادما لدمشق او صنعاء او بغداد.
إن مظاهر التشيع لم تعد تخفى على المتابع ودور العبادة المخصصة او التابعة ضمنيا او المستفيدة سرا وعلانية من السُّحْتِالإيراني أصبحت مسرحا لاحتكاكات ذات طابع مذهبي. فحسينية دار النعيم (مجمع الامام علي) تقف شاهدة على مدى تقدم الجهد الذي نحذر منه الآن فقبل ان ترى النور كانت أفكار واجتماعات واموال تسري وجهد مخلص يبذل وربما تكون نماذج في عرفات او الميناء او تيارت او السبخة او انواذيبو يجري الآن العمل عليها.
إن السفارة الإيرانية همهما الوحيد هو رعاية المد الشيعي وهذا دورها لا يمكن أن نلومها عليه فقد بايعت عليه وتعتبره هدفا مقدسا فوق كل اعتبار لكن أن نحصن نحن شعبنا وامتنا ونحفظ تجانسننا ونفضح المتآمرين علينا فهذا هدفنا وغايتنا. لقد أصبحت السفارة الإيرانية في الأيام الأخيرة مادة دسمة في الاعلام تارة بقضايا حقوق العمال وأخرى بالنشاطات المشبوهة، اننا نقولها وبكل جد لقد بلغ السيل الزبى لابد من وقفة حازمة توقف هذا المد الشيعي البائس المدمر.
حمدي مولود