يرتفع الإقبال على رحلات البوادي والصيد في موريتانيا خلال فصل الصيف، حيث تجتمع الأسر وتتجه في مجموعات إلى مناطق بعيدة عن المدن .
وهناك من يفضل الصحاري، حيث الإقامة قرب تجمعات القرويين ومزارع الابل، وهناك من يفضل الواحات والوديان في مناطق الوسط، حيث يتم جني التمر والرطب، وهناك من يفضل السهول في الشرق والجنوب للاستفادة من "موسم الخريف" واخضرار التربة وتهاطل الأمطار.وتضع الشركات السياحية برامج كثيرة تناسب جميع هواة السفر البري واكتشاف الطبيعة، وتجذب هذه العروض السياح الشغوفين بالصيد والمغامرة وحياة التخييم والمولعين بالطبيعة الصحراوية.غير إن الترويج للسياحة في المناطق المحمية والقيام برحلات الصيد داخلها أضر كثيرا بالبيئة والتنوع البيولوجي خاصة بعد تعرض بعض الحيوانات الانقراض في موريتانيا، مما دفع المهتمين بالمجال البيئي الى دق ناقوس الخطر والتنبيه إلى خطورة الوضع وتحفيز وعي الفرد والجماعة لتبني سلوكيات ترعى وتحافظ على التوازنات البيئية.
وقال الباحث محمد ولد تاج الدين إن "موريتانيا تتوفر على موقع جغرافي متميز وتنوع مناخي وأنظمة بيئية مختلفة من غابات وسهول وجبال وصحاري وشواطئ ووديان وبحيرات وغيرها، يستوطنه أصناف من الحيوانات والطيور والزواحف، لكن هذا الغنى البيئي بات مهدد بسبب التقلبات المناخية وتنامي مظاهر استغلال وإهدار الموارد الطبيعية".
وأضاف أن هواية الصيد التي يمارسها جميع الموريتانيين أضرت كثيرا بالبيئة وأدت الى انقراض عينات كثيرة من الكائنات البرية، وندرة البعض الآخر منها، "فالبراري الوطنية أصبحت تتوفر على أعداد قليلة من الحيوانات البرية بعد ان كانت تحتوي على أعداد كبيرة".وأشار إلى أن عمليات صيد جائر تجري حاليا خلال موسم الصيف بموريتانيا ضد الغزلان والضباع والثعالب والأرانب والخنازير والطيور، ودعا الى مواجهة القنص الجائر وتنافس الصيادين على مطاردة هذه الحيوانات من باب التفاخر والتباهي.ودعا الباحث إلى انخراط الجميع في عمليات التحسيس والتربية على الحفاظ على البيئة ووضع قوانين تحظر الصيد وتحمي الحيوانات من خطر الإبادة والانقراض ووضع حد لعشوائية الصيد البري.
إرم