ما السر في مشاركة المعارضة في انتساب الحزب الحاكم؟

ذكرت مصادر خاصة ل"اتلانتيك ميديا" أنه تمت مشاهدة بعض وجوه قيادات من المعارضة متخفيين لحظة مشاركتهم في عملية الانتساب التي فتحتها لجنة إصلاح ـ أو إفشال ـ الحزب الحاكم.

وحسب مصادرنا الخاصة فإن بعض المعارضين الذين شاركوا في الانتساب احتجوا بحجج واهية أنهم منحوا بطاقات تعريفهم لبعض المقربين منهم، حيث شهدت حملة الانتساب خروجا صارخا عن مألوف الديمقراطية وحرية التعبير المتبع في الأيام الانتخابية، وتم استبدالهما بالمحاباة والجهوية والقرابة.

وحسب نفس المصادر فإن بعض أعضاء الحكومة الكبار أصحاب المكانة والذين يتمتعون بنفوذ خاص إلى جانب بعض رجال الأعمال وبعض المندسين داخل النظام، هم وحدهم من استفاد من عميلة التزوير التي شابت حملة الانتساب وفق نفس المصادر.

وقد تساءل بعض المراقبين للساحة السياسية كيف للمعارضة الموريتانية أن تظل بعيدة عن معترك الاستحقاقات وهي التي  من المفترض أن لها قاعدة شعبية معتبرة ويجب أن تعبر عن صوتها من أجل الوطن ومستقبل الدولة؟ كما أن مشاركة بعض أعضائها على خفية في الانتساب بعد موقفها المناهض للمشاركة في الاستحقاقات هو أمر يدعو للشك أكثر؟

وقد أبدى بعض المتتبعين للساحة السياسية الوطنية استغرابهم من هذا العدد الكبير الذي انتسب للحزب الحاكم، حيث من المعروف أن أكبر حزبين سياسيين في الولات المتحدة الآمريكية مهد الديمقراطية وحرية التعبير، لا يملك أحدهما مليون منتسب، الأمر الذي يجعلنا نعيد النظر في نتائج الانتساب التي خرجت منذ أقل من اسبوع، ويبقى من المرجح عمليات تزوير واسعة قد اتسع خرقها على الراتق تتحمل المعارضة جزء منها، حيث أصبحت اللعبة مكشوفة أمام الرأي العام واتضح أن المعارضة تحاول اللعب مع النظام بوجه ومع الشعب بوجه آخر!

هذا وسبق ل"اتلانتيك ميديا" أن كتبت أن بعد فشل بعض السياسيين من الداخل والخارج في دخول المؤسسة العسكرية والأمنية ـ لثقتها بالنظام وإخلاصها له ـ أصبح بعض القادة المعارضين يحضرون لانقلاب سياسي، حيث يعملون بجد لتهيئة أرضية مواتية لانقلاب على نظام ولد عبد العزيز من خلال فتح نافذة على كوكب الموالاة من الداخل لإبعاد الوجوه المخلصة للرئيس عن الواجهة وضرب النظام من الداخل ، وبذلك يصبحون هم في صدارة المشهد السياسي، ويبقون الرئيس في عزلة، فعلى ولد عبد العزيز أن ينتبه إلى مراوغات هذه الجماعة؛ التي تختفي في صفوف النظام حتى تكسب ثقة الرئيس، فعليه أن يبادرهم ويزيل أقنعتهم الولائية قبل أن يفوت الأوان.

كما أن إبعاد الجماعة التي أسست حركة التصحيح مع ولد عبد العزيز من نواب ورجال أعمال وسياسيين وقفوا معه في البداية والذين من بينهم رئيس الحزب الحاكم الحالي الأستاذ سيد محمد ولد محم، هو هدف أولي ومشترك عند المعارضة لإباعد هذه الجماعة عن ولاء الرئيس وإبدالها بوجوه من المجموعة المندسة في النظام ليخلوا لهم وجهه، ويمررون لعبتهم بسهولة.

ولا يفوتنا في الأخير أن نشير إلى أن اللجنة المشرفة على حملة الانتساب تتحمل هي الأخرى جانبا من المسؤولية، ويجب أن تتم محاسبتها على ذلك.

اتلانتيك ميديا

أحد, 15/04/2018 - 11:41

          ​