
أثبت بعض المحللين السياسيين اعتمادا على تصريحات شعبية أن ما جرى في حملة الانتساب للحزب الحاكم؛ كان استفتاء شعبيا خالصا معلنا لرفض الشعب الموريتاني خروج الرئيس محمد ولد عبد العزيز من الحكم، حيث أغلقت بعض مكاتب التصويت أبوابها في نهاية الحملة ولا يزال أمامها صفوف من المواطنين البسطاء في انتظار تأدية دورهم في حملة الانتساب، وهو دليل على رفضهم لخروج ولد عبد العزيز من الحكم وبرهان على تأكيد أهمية قرارات الرئيس لدى الطبقات الضعيفة والهشة من المجتمع، رغم أن الانتساب كان في البداية قرارا عاديا للحزب الحكم.
ثم إن الأحزاب السياسية لا تمنح الشرعية لانتخاب رئيس أو لابعاده من السلطة، إنما الشعب وحده من بوسعه أن يغير الدستور وهو وحده من يمنح الضوء الاخضر للرئيس لاتخاذ قرار البقاء في السلطة أو تركها.
وقد عكس الواقع السياسي الذي نتج عن الانتساب حقيقة جلية وفق بعض المتابعين للحالة السياسية في موريتانيا، وهي أن رئيس الجمهورية أصبح أمام خيارين اثنين لاثالث لهما :
ـ إما أن يقف لجانب الشعب ويثبت أنه يريد مصلحة موريتانيا، عندها عليه أن يعلن ترشحه وبقاءه في السلطة .
ـ أما الخيار الثاني فهو أن يستمر في عدم ترشحه فعليه أن يظل متمسكا بموقفه ، كما عليه أن يعي أن الرمية إذا خرجت من يد راميها لا يعرف أن تسقط، فعليه أن يراجع قراره، ويكون على علم بأن موريتانيا ستكون في انتظار موجة من الفوضى كبيرة لا يستيطع هو نفسه توقيفها حين تبدأ.
وإلى جانب أن الشعب يظل دوما فوق القانون فإن بعض الدول الاوربية والعربية والافريقية ترفض خروج ولد عبد العزيز من السلطة لما قدم خلال مأموريتيه من انجازات كبيرة تخدم العالم والانسانية كمحاربة التطرف والارهاب والهجرة السرية ودعم الديمقراطية وحرية الفرد وحرية التعبير وتكريس الوحدة الوطنية.
واضافت التصريحات الشعبية أنه على من بنى جيشا قويا وصنع أسس دولة لها مكانة تذكر في المحافل الدولية، أن لا يفرط فيما بدأ، فعليه أن يكمل ما بدأ وليس من العقل ولا من المنطق أن يخرج أحد من حقل كان يرعاه ويحرسه في أوان حصاده قبل أن يكمل حصاده، وعليه أن يعتمد على نتائج حملة الانتساب فهي بمثابة استفتاء شعبي صريح، ويجعل منها خطوة تمهيدية للاعلان عن ترشحه مأمورية ثالثة على الأقل.
ثم إن الشعب الموريتاني لم يقتنع بحملة الانتساب؛ حتى رآى رئيس الجمهورية ينتسب بنفسه، عندها بدأ في التفكير وعرف طريقه الصحيح، لانتخاب ولد عبد العزيز لمأمورية جديدة.
اتلانتيك ميديا