mالمعارضة ملت وكلت... وهي أصلا تعرف أن محو 2008 لـ2007 بتلك البساطة والسلاسة، رغم هول المعنى وتناقضه الفاجع، يعني أنه لا جدوى من المعارضة ولا يأس من الموالاة...
النظام الانقلابي لا يتغير جوهره أبدا، وإن تغيرت وتنوعت أغشيته وأعراضه وشعاراته... وهو بالطبع أسلس وأحلى من النظام الديمقراطي الصعب والمرير(كأي دواء فعال) !
في هذا الحال الذي يرى النظام أنه صالح لهذا الشعب مناسب لتخلفه وغفلته، بصبح المرء مواليا ويمسي معارضا، ويبيت معارضا ويصبح مواليا...
فقط الذين يدركون هذا ويتألمون له، قدَرهم المعارضة، ولو استوزرهم النظام وقربهم، و"بلحوا" أنفسهم عليه، وشهدوا له بعكس ما يعتقدون فيه.
السؤال ليس هو : لما ذا ينتقل الأفراد والأحزاب، وما بينهما، من المعارضة إلى الموالاة الصريحة أو المقنعة، بل السؤال هو : ما هي المكاسب الممكنة من ذلك؟ !
ومع ذلك ستظل هناك معارضة صريحة وأخرى مقنعة أيضا... إلى أن يتبين هذا الشعب المغفل فجره من عتمته... وهو موعد مجهول !!
ومن أشد التغفيل وأنكاه أن ترى مواطنا ضنيا يقلد لصا مليا فيقول : هذه إنجازات النظام، فأروني ما ذا أنجزت المعارضة؟ !!
"الديمقراطية" اليوم في عالمنا البائس هي أن تنجح الديكتاتورية في إرضاء الخارج، وتفلح في استغفال الداخل... فتنتهي اللعبة، بل لا تكون !!