عمالة وطغيان بلا حدود

تابعنا ولي عهد آل سعود وهو يتباهى أمام الرئيس الفرنسي ويقول له بالحرف الواحد نحن في المملكة السعودية نحيطكم علماً أننا جاهزون لضرب دمشق إذا طلبتم أنتم وحلفائكم البريطانيين والأمريكان منا ذلك ونحن لم نفاجأ بهذا التصريح لأحد رموز هذه العائلة الغارقة حتى أذنيها في التآمر على هذه الأمة وحقوقها في نجد والحجاز قبل حقوقها في فلسطين المحتلة من قبل أسياد هذه العائلة ولنتأمل قليلاً ولنعد بذاكرتنا إلى الماضي فهذه الأرض المباركة المسماة اليوم بالسعودية نسبة لهذه العائلة سكنها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام وبنى فيها بأمر من المولى عز وجل البيت الحرام ولم تسمى بالإبراهيمية وبعث فيها نبي الرحمة والمحبة محمد بن عبد الله ولم تسمى بالمحمدية وتولى فيها خلافة المسلمين كلاً من: أبو بكر الصديق والفارق عمر وذو النورين عثمان وأبو سبطي رسول الله علي كرم الله وجهه ولم تسمى بأي منهما فإذا بها في غفلة من الزمن تسمى بأسرة من حواشي نجد دأبت على تقديم ولاء الطاعة عبر تاريخها الغارق في دهاليز العمالة لأعداء هذه الأمة وخصومها، فنحن لا ننسى تآمر هذه العائلة على أول تجربة وحدوية في تاريخنا العربي المعاصر بين مصر وسوريا وكيف قدمت الدعم والمساندة للانقلاب الانفصالي الذي أطاح بهذه التجربة التي كانت تمثل أول عمل عربي وحدوي في الاتجاه الصحيح وكيف استقبلت هذه الشرذمة المتآمرة في الرياض وقدمت لها الإيواء والحماية من المحاسبة على ما اقترفته بحق الشعب العربي وحلمه بالوحدة والتحرر والانعتاق، إن ما نشاهده اليوم من تناقض بين السياسة المعلنة لآل سعود والممارسة اليومية لأمراء هذه العائلة يبعث على السخرية والاستهجان ففي حين يعلنون قيادتهم للمواجهة مع الإيرانيين الذين يسعون حسب زعمهم إلى ابتلاع الأمة العربية والسيطرة على مقدراتها المادية والبشرية، نراهم يتسابقون إلى تقديم آيات الولاء والطاعة لألد أعداء هذه الأمة ويقدمون ما استولوا عليه من خيرات نجد والحجاز بسخاء منقطع النظير إلى هؤلاء الأعداء وإلى مشروعهم الاستعماري في فلسطين وسوريا والعراق وليبيا، أوليس آل سعود الذين يعلنون اليوم عدائهم لحركة الإخوان واعتبارهم لها حركة إرهابية هم من نشأت هذه الحركة وترعرعت وشبت في دهاليز مراكز إرشاده الديني وهم من  مولها واحتضنها واستخدمها في مصر أيام جمال عبد الناصر بعد تأميم قناة السويس وفي سوريا بعد رفضها ومواجهتها لكامب ديفيد وأفغانستان أيام الاتحاد السوفيتي  والجزائر في تسعينيات القرن الماضي وبعد إعلانها التوجه نحو امتلاك الذرة، ولم يكن الإرهاب الإخواني الممول آنذاك سعودياً إلا حلقة من حلقات السياسة الأمريكية والإسرائيلية التي تصنف هذه الدول بأنها تُشّكل خطراً على مشروعها الامبريالي الاستيطاني وأدواته في المنطقة العربية هذا طبعاً قبل أن تتولى مشيخة قطر مسؤولية احتضان التنظيم الدولي للإخوان بأمر من السيد الأمريكي الذي لا يُرد له طلب ليتفجر بعد ذلك صراع الأدوار الذي تتسابق من خلاله هذه العوائل الخليجية الغارقة في العمالة على تقديم ولاء الطاعة والخضوع لأمريكا وإسرائيل هذا الولاء الذي أطاحت من خلاله هذه العوائل بكل الشعارات الدينية والقومية المغلوطة التي كانت تتمترس خلفها.  ونحن قبل أن نلوم هذه العائلة المتخندقة بوقاحة في خنادق أعداء أمتنا نقف حائرين كيف لإنسان يتمتع بأبسط شكل من الكرامة البشرية أن يقبل أن يحمل اسم عائلة غير عائلته وأن يقبل أن يجرد في أوراقه الثبوتية من انتمائه لأرض آبائه وأجداده وحيث أنه لا يوجد عبر تاريخ طغاة البشرية من هولاكو إلى نيرون من وصل به الاستبداد حد تجريد شعب بكامله من هوية الانتماء لأرض الآباء والأجداد ومن وصل به الطغيان حد إلحاق الأرض وساكنتها باسمه العائلي، حيث لم توجد صيغة إلحاق شخص من خارج العائلة بالعائلة إلا في عبوديات القرون الوسطى حيث ينسب العبد إلى سيده، وطبقاً لأعراف المجتمعات العبودية في القرون الوسطى، فالعبد وماله لسيده وتأسياً بهذه القاعدة الغارقة في التخلف والاستبداد نسمع اليوم وزيراً سعودياً نسبة لهذه العائلة ونسمع سفيراً سعودياً نسبة لهذه العائلة ومواطناً سعودياً نسبة لهذه العائلة وجواز سفر سعودي نسبة لهذه العائلة وبطاقة هوية سعودية نسبة لهذه العائلة وجنسية سعودية نسبة لهذه العائلة وإقامة سعودية نسبة لهذه العائلة حيث ابتلعت هذه العائلة أرض نجد والحجاز وما فيها وما عليها، ومن هذا المنطلق لم يكن من المستغرب بعد أن طُبّعت هذه الوضعية الشاذة في أذهان الناس وتغاضى عن خطورة مستواها الجرمي القريب والبعيد وتعامل معها النجدي والحجازي بنوع من القبول والخنوع والخضوع والعدمية لم يكن مستغرباً أن تتجاوز هذه العائلة في جرائمها حدود نجد والحجاز إلى باقي أقطار هذه الأمة تنكراً وتقطيعاً وتمزيقاً وإخضاعاً وخضوعاً لإسرائيل وأمريكا ومنظومتها الاستعمارية التي تحمي جرائم هذه العائلة وأخواتها في كيانات الخليج العربي وتحافظ على ديمومة بقائها خدمة لمشاريعها الاستعمارية المكرسة للقضاء على حاضر ومستقبل أمتينا العربية والإسلامية. وإلى أن يعود الشعور بالوجود وبالمسؤولية إلى شعب نجد والحجاز ويثور ويثأر لنفسه ويكنس هذه العائلة ويطهر أرضه من أدرانها ويحاسبها على ما اقترفته في حقه وحق أمتيه العربية والإسلامية من جرائم سنظل نحمله تبعات السياسات المعادية لأمتنا ولحق شعبنا العربي في الوحدة والتحرر والانعتاق . 

لا تسقيني ماء الحياة بذلة 

فماء الحياة بذلة كجهنم           

بل فاسقيني بالعز كأس الحنظل

وجهنم بالعز أطيب منزل

محفوظ ولد أعزيز نواكشوط بتاريخ : 03/05/2018  

جمعة, 04/05/2018 - 12:18

          ​