صحفي في التلفزة الموريتانية يروي تفاصيل عملية السطو التي تعرض لها منزله

كتب الزميل عبدو ولد احمين سالم الصحفي الرياضي المعروف بقناة الموريتانية  على صفحته الاجتماعية على "فيس بوك " تفاصيل عملية السطو التي تعرض لها منزله في عين الطلح معلنا للجميع انه قد سامح الفاعلين - المجهولين حتى اللحظة - وذلك انطلاقا من روح التسامح التي تطبع هذا الشهر الكريم و رجاء واحتسابا لذلك عند الله حسب تعبيره .

وجاء في التدوينة مايلي :

اشهدكم ..!!

أحاول قدر المستطاع - ولا ادعي ذلك - أن اجعل هذه الصفحة نظيفة من عوامل التعرية ورواسب اكراهات عالم "مارك".
وكل هدفي أن اجعلها طريقا معبدا إلى الآخرة ، يحمل ماينفع الناس ويمكث في الأرض ، لعلها تكون شاهدا لي لاعلي يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وتمشيا مع ذلك الهدف المشروع و الغاية المنشودة فإنني أشهدكم إني قد سامحت أولائك "الرجال" مجازا أو ذلك "الرجل " الذي تسلل لواذا إلى منزلي في وقت تشد فيه الأيادي والقلوب إلى مناجاة رب الأرباب والتذلل له والافتقار إليه.
تسلل ليصطاد هدفا غير شرعي ، فحمل معه مئونة الصائمين وودائع بعض المؤتمنين و متاع صبية لا حول لهم ولاقوة و زاد زوجة زاهدة في متاع الدنيا راغبة في متاع الآخرة وهي تردد دائما على مسمعي :" فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ".
باغتنا غيلة ونحن خارج المنزل،محاولا صناعة بطولة شيطانية على صراط جهنم في أفضل وأكرم الشهور والأزمنة، شهر رمضان وعند قرآن الفجر المشهود (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا).
من عادتي في رمضان أن اختطف جزء من الوقت أخلو فيه إلى والدي - أطال الله في عمرهما ورزقني برهما – وذلك من اجل أداء صلاة التراويح معهما في المنزل أو مرافقة الوالد إلى المسجد المجاور لمنزل الأسرة الكبيرة لأداء صلاة التراويح هناك في بعض الأحيان لأنه يوزع أداء هذه "النافلة" بين البيت والمسجد . 
وفي ليلة البارحة صلينا التراويح معا في البيت رفقة الوالدة و أهل المنزل وقد غلبني النعاس وأسلمت جفني للكرى .
لم استيقظ إلا مع وقت السحور حين أيقظني الوالد وهو يقول : "خذ تسحر فإن في السحور بركة " 
استجمعت قواي المنهارة و شددت مؤزري و أيقظت الصبية و أخذت بعض الأسودين وخرجت إلى السيارة المركونة غير بعيد ،اقلب مقودها على عجل واشد على مكابحها، مسابقا الريح وفي نفسي هاجس وصدى وجل يشدني إلى المنزل دون أن أتبين فحواه .
وصلت بعد دقائق إلى المنزل في عين الطلح غير بعيد من بقالة "الطينطان ".
تفاجئت بالباب الأمامي مفتوح على مصراعيه وأنا على يقين من أنني قد أحكمت إغلاقه قبل الذهاب إلى الوالدين .
دلفت رفقة الصغار إلى الداخل فكان المشهد كارثيا وفق المقاسات العالمية للكوارث ، حيث تعرض المنزل لسرقة نوعية حولته إلى مايشبه المكان المهجور الخاوي على عروشه وكأن كل ماكان فيه أصبح أثرا بعد عين أو كأنه قد تعرض لهزة أرضية حولته إلى ركام وأنقاض .
لصوص "خمسة نجوم" عاثوا في المنزل وبشراهة عالية ، وبالضربة القاضية التي لاتبقي ولا تذر.
لقد اخذوا كل شيء النقير والقطمير ...
ما كنا ندخره لمؤونة هذا الشهر الكريم من خضر و فواكه و لحم ولبن إلى آخر القائمة..أصبح في خبر كان .
اخذوا الأثاث واللباس و الأحذية والحلي والأوراق الإدارية والمدنية.
ولعل الأدهى في الأمر والأكثر إيلاما هو أخذهم لبعض الودائع المالية .
لقد تركونا بواد غير ذي زرع عند بيت مكنس مما فيه، سوى من جدران باردة بالية تشبه إلى حد التطابق أبنية المقابر .
لقد اخذوا منا كل شيء سوى إيماننا بالله الواحد الأحد، القاهر فوق عباده الذي يعلم السر واخفي و يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وهو بكل شيء عليم .
ولأنني أشفق عليه أو عليهم من عذاب يوم عظيم ،ومن مضاعفة السيئات و الإثم في هذا الشهر المبارك الكريم ، فإنني أعود وأشهدكم إنني سامحته أو سامحتهم فيما املك من حقوق وارجوا لهم من الله التوبة الخالصة النصوح قبل أن يأخذ بالنواصي والأقدام ،حينها "لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ".
هو قضاء الله وقدره وقد قدر الله وما شاء فعل:
)وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ).
الحمد الله على كل حال..
اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا
حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا الله وإنا إليه راجعون.

جمعة, 25/05/2018 - 11:47

          ​