هل تجاوز تشجيع الموريتانيين لنجوم الكرة العالمية الحد ؟

لاحظ بعض المتابعين للساحة الثقافية إقبالا كبيرا من طرف الموريتانيين من مختلف الأعمار على حب ومتابعة نجوم كرة القدم العالميين بل أصبحوا منقسمين إلى مجموعتين، جماعة تساند الفريق الملكي اريال مدريد  الاسباني، وجماعة تساند الفريق الكتلوني برشلونا، وكأن أهل موريتانيا أصبحوا في صراع هم منه برءاء براءة الذئب من دم يوسف، فتجد أبناء الأسرة الواحدة يدخلون في جدال وصراع قد ينتهي بالتلاسن وقد ينتهي بالتهديد بالقتل عند كل موعد مباراة كرة قدم، ولم يعد لهم من هم غير مواكبة مواعيد المباريات الأوربية، وتقليد نجوم الكرة في المظهر والثقافة، على جهلهم بطبيعة الثقافة التي يقلدون ومرجعياتها الحضارية.

لكن الملفت للانتباه أن هذه المتابعة قد تجاوزت حد الإعجاب ومستوى الترفيه لدى بعض ساكنة نواكشوط، حيث أن بعض شباب العاصمة بلغ درجة من التعلق بهؤلاء النجوم والأندية درجة أنه يمكن أن يهدد مسلما بالقتل إن وصف أحد لاعبي الفريق الذي يشجعه هو بسوء حتى ولو كان أحد أسرته، وترى بعضهم يستلف نقودا لمتابعة مباراة فريقه الذي يشجع في إحدى المقاهي الراقية وسط العاصمة، كما يلزم  بعضهم نفسه بالمقابل أن يقيم حفلا كبيرا على أعقاب فوز فريقه الذي يشجعه، وذلك ما شهدته العاصمة نواكشوط ليلة البارحة عقب مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا والتي فاز بها الفريق الملكي ريال مدريد على النادي الانكليزي ليفربول، حيث خرج بعض الشباب يحتفلون بالسيارات والزغاريد والصراخ والمساجد تتلوا القراء وتقيم الصلاة وكأنهم في واد والاسلام في واد.

وحتى أن النساء الموريتانيات لم يسلمن من هذه الموجة الحضارية الجديدة التي تعصف بالمثل والتقاليد، فترى بعض الفتيات في مواقع التواصل الاجتماعي يناصرن فرقا أوربية ويساندن بعض نجوم الكرة بكل جرءة جنبا إلى جنبا مع الرجال.

فمن المفاجئ أن ترى شبابا مسلما يسارع إلى حضور المباريات النهائية في المسابقات الأوربية بكل شغف وحماس وقت صلاة المغرب وفي شهر رمضان المبارك ويحتفلون بفوز بعض الكفار والقرءان يتلى على مسامعهم في صلاة التراويح وكأنهم يؤدون فريضة.

وتساءل بعض المهتمين بالساحة الثقافية ما ذا يعنينا نحن في موريتانيا إن فاز فريق اريال مدريد أو خسر وإن فاز ليفربول كذلك أو خسر؟ فهذه أندية تتبع عقائد الكفر وتروج للبعد عن الله، و لا تجمعها والمسلمين عقيدة ولا تاريخ ولا ثقافة، فما هو الدافع خلف هذا البعد الذي حصل بين شباب اليوم و منهج الاسلام القويم ؟ وكيف استطاع الغرب الولوج لقلوب أبناء الأمة الإسلامية حتى نجح في غزوهم وشغلهم عن تعاليم دينهم الحنيف؟ هل من أمل في الأفق لإعادة الاعتبار للثقافة الاسلامية وللحد من الارتماء في أحضان الغرب؟ أم أن الأمر أصبح عادة ومنهاجا وسنة قاهرة لا محيد عنها؟ ومن يتحمل مسؤولية صد شباب الأمة الاسلامية عن مقاصد الشريعة؟ هل هم العرب أنفسهم؟ أم أن سياسات اقتصادية جديدة تجد مصلحة في ذلك؟

 

اتلانتيك ميديا

أحد, 27/05/2018 - 13:10

          ​