
يعيش قطاع التعليم في موريتانيا حالة من النكد والفشل والفوضى تكاد تحيله لسوق يباع به مستقبل الأجيال برضى من ذويهم وعلى مرأى ومسمع من الدولة.
وقد لخص بعض المراقبين لعملية التعليم في موريتانيا ومجريات الحقل بعض معاناته في النقاط التالية:
ـ انعدام برامج محددة لمختلف الاقسام الدراسية مما خلف ضعفا في المستوى المعرفي لدى الطلاب في الابتدائية.
ـ ارتفاع نسبة الراسبين في المسابقات الوطنية.
ـ اكتظاظ الأقسام الدراسية الذي أعجز بعض المعلمين في بعض أقسام الابتدائية، رغم توجه نسبة كبيرة من المواطنين إلى التعليم الحر.
ـ فعلا لقد بات التعليم الحر رأس كل خطيئة في فساد التعليم؛ حيث أن المشتغلين به يعملون بعيدا عن الرقابة ويجلبون إلى صفوفه بعض العاملين الذين لايملكون خبرة ميدانية ولا تجربة كافية لخوض غمار العلم، حتى أنه جعل من التعليم سوقا رائجة تبيع النجاح والتجاوز وليس المعرفة مقابل أموال يحصلون عليها، رغم رضى ثلة كبيرة من المواطنين بهذه الفوضى التي أصبحت سوقا كأي أسواق العاصمة.
ـ وكما يعاني التعليم الحر يعاني كذلك التعليم النظامي من ضعف الأداء وتراكم المواد وتكرار البرامج الدراسية التي لاتواكب الثورة التكنولوجية وعوالم التواصل التي غزت العالم ووضعته جملة في مكان صغير، وأصبحت المعلومة أيسر من ذي قبل .
ـ انعدام رقابة صارمة لمتابعة ما يجري داخل المؤسسسات التعليمية، فرغم أن الدولة الموريتانية لم تبخل على التعليم من ناحية التمويل ولا من ناحية التأطير، فقد خصصت له جملة من الموارد البشرية ورصدت له مبالغ مالية كبيرة، كما لديها كوادر أكفاء ومدرسين على قدر كبير من الخبرة والتجربة، إلا أنها لا تزال تعاني من ضعف المستويات، وتخطئ في اختيارها للمدرسين على اسس غير موضوعية، حيث أن بعض المعلمين والأساتذة الذين تم تكوينهم من طرف الدولة ذهبوا للتجارة والاعلام والادارة ، حتى أن بعضهم يبيع الهواتف والملابس في الأسواق المحلية مثل "نقطة ساخنة " وغيرها، وأهملوا واجبهم وتخلوا عن مسؤولياتهم، وقد تكون الوزارة على علم بذلك، حيث سبق وأن دعتهم في إعلان إلى العودة إلى أماكن عملهم؛ فعلى الوزارة أن تعيد كل معلم أو استاذ إلى مكان عمله ليعينها في تردي الأوضاع وانتكاسة المنظومة الأخلاقية والمعرفية لدى التلاميذ، قبل أن يفوت الأوان.
وحين يقرر رئيس الجمهورية زيارة إحدى هذه المؤسسات، فإنها تبدأ في الإستعداد لذلك قبل شهر من الزيارة، ويظهرون له أحسن صورة عن المؤسسة في حين أنها كانت تعيش حالة من الفوضى وغياب الطاقم، وعدم احترام الوقت، وحين يزورها الرئيس يتم تنظيفها ويحضر الجميع، كما يحدث في كل مؤسسات الحكومة.
وحسب بعض المتابعين لشأن التعليم فإنه إذا اجتمع إهمال المدارس للتعليم مع إهمال الأسرة لأبنائها وإهمال الدولة للمدارس فإن التعليم سيضيع ويضيع مستقبل أجيال كثيرة.
فعلى رئيس الجمهورية أن يشرف بنفسه على تفتيش هذه المدراس التي هي أمل الدولة في صناعة جيل قادر على النجاح في المستقبل، فالمفتشون الموكلة إليهم قضية متابعة البرامج الدراسية ومتابعة مستويات الطاقم التعليمي لا يقومون بواجبهم على الوجه الصحيح.
اتلانتيك ميديا