
البنك المركزي الموريتاني الذي يعنى بمراقبة المصارف والبنوك المحلية و إدارة احتياط النقد الأجنبي والمشاركة في تحديد السياسة النقدية، أصبح عبارة خالية من المعنى، فقد أظهرت حالة الفوضى التي تسود في سوق العملات أن إدارة البنك المركزي فاشلة ولا تستطيع السيطرة على السوق بما فيه الكفاية ولا تلبي حاجيات المواطنين المحتاجين إليه.
وأضحت سوق العاصمة" كبتال" وضواحيها مثل السوق السوداء يتم العمل فيها بشكل فوضوي وبدون خضوع لأي قوانين أو رقابة، فترى أولائك الذين بات يطلق عليهم محليا " حلابة السماء" - بسبب حركات أياديهم التي تعد النقود في الهواء، لاستمالة الزبائن- تجد كل عملة يمكن أن تحتاجها، وبالسعر الذي يحصل عليه الاتفاق معك والذي قد لا يكون بالضرورة هو سعر العملة في البنوك المعتمدة في موريتانيا..يشيرون صباحا ومساء على محافظ البنك وهو خارج من عمله، ولا يحرك ساكنا، وذلك على مرأى ومسمع من الجهات المعنية.
فكما أنه من مسؤوليات البنك المركزي تنظيم و مراقبة سوق التبادلات، فإنه من الانتقادات الموجهة إلى البنك المركزي أن بعض المواطنين يكون لديه مريض يريد أن يذهب به إلى إحدى الدول المجاورة، فلا يجد عند البنك ما يلبي حاجته من العملات الصعبة، وحين يتوجه إلى سوق العاصمة يجد حاجته بسهولة، بينما يمر محافظ البنك المركزي بنقاط تبديل العملات دون أن يحرك ساكنا، بل ربما أخذ حاجته من تلك السوق المشبوهة.
إننا من خلال هذه الأسطر لا نتحامل على تجارة من نوع خاص كغيرها مما يحدث في أرض الوطن مما هو خارج عن القانون، بقدر ما نسلط الضوء على عمل مؤسسة موريتانية تعمل منذ ما يقارب نصف قرن، ولا تزال تعجز عن أداء المهام الموكلة إليها، وعاجزة كذلك عن تلبية حاجيات المواطنينن بعد عجزها عن تطبيق القوانين.
وفي الأخير نتساءل من أين تأتي العملة الصعبة لسوق العاصمة وضواحيها؟ ومن يأتي بها وكيف؟ هي أسئلة من بين أخرى يجب أن تنال حظها من الجواب، وأن توقف صمت البنك المركزي الذي يتثاءب متغاضيا عن ما يحدث من فوضى وتحد للقوانين على الملأ.
اتلانتيك ميديا