رسالة مفتوحة إلي رئيس الجمهورية

السيد الرئيس لا شك أنكم نلتم ثقة الشعب الموريتاني في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة بفعل الحصيلة المشرفة والإنجازات الناطقة التي حققتم في مأموريتكم الأولي فكان إلتفاف الشعب الموريتاني حولكم بديهيا ومنطقيا وهو يعيش علي أرض الواقع متغيرات إيجابية في ظروفه العامة المختلفة من بنية تحتية طرقية ومنشآت مائية وكهربائية وتخطيط للأحياء العشوائية وزيادة في المرافق والمنشآت الصحية وخفض هامش التفاوت الصارخ في ظروف الموظفين الذي طبع المراحل السابقة

السيد الرئيس لئن كانت تلك الإنجازات قد أوجدت قناعة لدي المواطن الموريتاني بأنك المؤتمن علي هذا البلد في هذه الظروف التي تعصف فيها بالعالم متغيرات خطيرة أمنية وسياسية وإقتصادية فإن جنودا مجهولين من الأطر شبابا ونساء قد حملوا علي عواتقهم مسؤولية أبراز هذه الإنجازات والتعريف بها وإقناع المواطن الموريتاني رغم إنشغالاته الجمة بالتوجه إلي صناديق الإقتراع لإنتخابكم في ظرف أقل ما يقال عنه أنه ليس مثاليا  خاصة في الأرياف والقري فكان عشرات الأطر من الرجال والنساء يتحركون من بيت إلي بيت ومن قرية إلي أخري ومن مدينة إلي مدينة لتعبئة الناخبين  للمشاركة في الإنتخابات والتصويت عليكم

إن هؤلاء الأطر والشباب قد لا يملكون جنرالا أو عقيدا في الجيش يلفت الإنتباه  لهم وقد لا يملكون أموالا بل لا يملكونها قطعا لتمويل مبادرات لأنهم ببساطة مهمشون وفقراء في معظمهم وهم أيضا لا يملكون شعبية جاهزة حركوها بزر للتصويت لكم لكنهم يمتلكون القناعة ببرنامجكم سيدي الرئيس والنزاهة الفكرية والأخلاقية المطلوبة لتحمل المسؤولية والكفاءة المهنية اللازمة , وهم يتطلعون إلي شخصكم الكريم وأنتم تتوجون بداية مأموريتكم الجديدة بأن تمنحوهم الفرصة لخدمة بلدهم وهو ما يتطلب كسر الرتابة في طرق التعيين وتجاوز الأسوار التقليدية والمنافذ الضيقة التي ينصبها أصحاب النفوذ والمصالح حول مفاصل السلطة المختلفة لتقاسم الغنائم بعد كل إنتخابات

إنكم السيد الرئيس تملكون الشجاعة والجرأة اللازمة للتحرر من تلك المعلومات والضغوط والوصول إلي تلك المجموعات الكثيرة التي لم تتمكن من الوصول إليكم شخصيا ولم تمكنوا من معرفتها لأنها ببساطة لا تمتلك أدوات التسلق المستخدمة في مثل هذه  الحالة

السيد الرئيس أنني لا أقصد شخصا بعينه ولا مجموعة من الأطر بعينها وإنما أقصد كل أولائك الذين تحركوا دون أموال دفعت لهم ولا حفاظا علي إمتيازات مادية أو معنوية نالوها في المأمورية الأولي وإنما تحركوا  فقط لخدمة بلدنا موريتانيا عبر وضعها بين أياد أمينة  قادرة علي تحقيق النمو والإستقرار هذه المجموعات الكثيرة لن تأتيكم سيدي الرئيس في تقارير الجهات المختلفة التي أعدت بعد الحملة لأنها ببساطة لا تستجيب لمعايير الولاءات التقليدية التي تتحكم في هذه الامور وهي إذن لا تمتلك بعد ثقتها في الله وحبها للوطن إلا أملها  بأنكم لن تخضعوا لمنطق الأنظمة الفاسدة في معايير الإختيار والفرز وأنكم ستتجاوزون الطوابير المحنطة الجاهزة لتصلوا إلي فئة الجنود المجهولين خدمة للبلد وتجسيدا لديناميكية الإصلاح والتغيير التي تتطلبها المأمورية الثانية ..

 

الأستاذ: الشيخ سيدي محمد ولد الطالب الامين

أربعاء, 20/08/2014 - 17:46

          ​