ولد الخلف يكتب: بتلميت.. وصراع ترشيحات الحزب الحاكم

في السنوات الأخيرة و تحديدا منذ تولي النظام القائم لمقاليد الحكم في البلاد، بات من المألوف ومع اقتراب أي موعد انتخابي أن تظهر الصراعات داخل كل دائرة انتخابية من أجل الظفر بترشيحات حزب “الاتحاد من أجل لا شيء” – عفوا من أجل الجمهورية – للمقاعد المخصصة لتلك الدائرة من نواب برلمانيين و مجالس بلدية وحتى فيدراليي ورؤساء أقسام الحزب، و اليوم بلا شك تنضاف لها ترشيحات المجالس الجهوية والتي لا أعتقد أن النظام قد توصل بعدُ للطريقة التي سيسيّر بها هذا الوليد الأعرج.

مدينة بتلميت ليست استثناءً عن نظيراتها فقد عرفت صراعات كبيرة في الاستحقاقات الماضية جعلت البعض يعيد النظر في حساباته، فمنهم من هدّد بالانسحاب من الحزب الحاكم ومنهم من دعم سرا مرشحين من الأحزاب المنافسة و منهم من خرج علانية من صفوف ووصاية الحزب.

و اليوم و في خضم الاستعداد للاستحقاقات القادمة و مع استحداث “تقنية” تشكيل الوحدات بدأت تلك الصراعات و الخلافات تطفوا على السطح من جديد فتكررت الاجتماعات و كثرت التحالفات و كل مجموعة تريد تقديم مرشحها و كأنه الأفضل.

المجموعات التقليدية المتنفذة التي تحتكر الترشيحات لصالحها تريد استمرار الوضع و مواصلة بسط السيطرة، و الأقليات المغيبة لم تعد تقبل و باتت ترفض أن تظل على الهامش، تريد حصتها من كعكة لا تقبل القسمة على الجميع، ما ينذر بتفاقمٍ للأزمة و صعوبة التوصل لحل يرضي الجميع.

وفي محاولة لتفادي كل ذلك زُجّ بمشيخة حديثة الصنع أخذت من “الفخامة” إسما لها و تكتل الجميع حولها -بأوامر عليا قد تكون- من أجل توحيد الصف وإخراج أسماء توافقية ترضي الجميع، لكن ما لبث هذا التكتل أن بدأ يتلاشى و يتفرق بعد تكرار ذات الأسماء و إعادة نفس السيناريو في فشلٍ لهذه المشيخة في أول اختبار حقيقي لها.

فالقاعدة باتت مستاءة من كل تلك المسرحيات المكشوفة و أصبحت تبحث عن ممارسة حقيقية للديمقراطية يشارك فيها الجميع و تضمن التناوب السلمي وتبتعد عن المحاصصات والتفاهمات والتقاسمات وسيطرة القبيلة على المشهد فيختار الناخبون الأجدر بتمثيلهم بكل حياد و تجرد.

إلا أنه و مع هذه الصورة الضبابية و المشهد القاتم بدأت تتجلى في الأفق صحوة – على ضعف نموها – في أوساط هذا الشعب المسكين ظهرت مع تقاعسه عن المشاركة في رئاسيات 2014 و استفتاء 2017، و رافضا أن يساق كل مرة كالأنعام لملئ صناديق الاقتراع بما يوافق هوى النظام في مدينة بتلميت أو غيرها، وما اخترتها عن غيرها إلا مثالا فالحالة واحدة و المشهد موّحد و الصورة متشابهة في كل أرجاء الوطن.

أملي كبير في هذه الصحوة و أن يقول الشعب من خلالها كلمته و يأخذ العبرة و يستفيد مما سبق ويريحنا من ثلة تعودت خدعه بوعود زائفة تكثر شعاراتها مع كل انتخابات لتنقشع و تختفي تلك الوعود مع إعلان نتائج سيناريو متكرر سيئ الإخراج و الحبك و التمثيل.

الإعلامي حسام ولد الخلف

أحد, 17/06/2018 - 11:44

          ​