هل تمت مهاجمة ولد الشيخ لموالاته في السر والعلن؟

ما إن أعلن الدكتور محمد الأمين ولد الشيخ وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة عن رأيه الخاص معبرا عن بقاء رئيس الجمهورية وحكومته في السلطة؛ حتى ظهرت موجة من الهجوم في أصوات مبحوحة وثائرة تطلقها شخصيات ليست بالغريبة في الساحة.

حيث برزت شخصيات حاقدة ثائرة تصفه بما لا يليق برجل فقيه من بيت علم وعلى مستوى كبير من الثقافة.

إنما ما قاله ولد الشيخ في دعوته لبقاء ولد عبد العزيز ونظامه في السلطة هو موقفه الخاص وموقف غيره من الأغلبية والحكومة التي ينتمي إليها، هذا ولم يكن الهجوم عليه من طرف شخصيات معروفة مبررا ولم يكن يملك أي أساس من المنطق أو العقل، بل كانت مجرد فرقعات صوتية تبحث عن من يحتضهنا في موجة فوضى تسود في الساحة السياسية ووسط أجواء إعلامية ضبابية يبرز فيها أي شعاع مهما كان خافتا أومجهول المصدر.

إن الهجوم على ولد الشيخ هو أكبر دليل على ولائه لولد عبد العزيز وصدق موقفه منه، وليس ما يتعرض له من هجوم سوى انعكاس لخبث الجماعة التي تحسده وتنقم عليه وتريد أن تبعده عن وجهة الرئيس.

هذا ولا يضره إن وصف أنه من دعاة المأمورية الثالثة، فسبق وأن أعلنها على الملأ؛ رغم شراسة الهجوم الذي قوبل به ولد الشيخ إبان تصريحه ببقاء ولد عبد العزيز، إلا أنه غاب عن الشخصيات التي تقف خلف الهجوم عليه أن الرجل ينحدر من بيت علم ويعرف خطورة الكلام الذي يلقى على عواهنه ويدري قيمة ما يقول ويعرف أنه مسؤولا عن كلامه، وليس تصريحه كذلك تكذيبا لما قاله ولد عبد العزيز حين أعلن عدم ترشحه لمأمورية ثالثة وفق ما روج له بعض المثبطين ، حيث إن تعبير ولد الشيخ هو موقف الأغلبية التي ستفرضه على رئيس الجمهورية نفسه، حيث إن محمد ولد عد العزيز رئيس أغلبية وهي من تفرض عليه مأمورية ثالثة، ثم إن الناس اليوم تعرف بعضها بعضا، ومعلوم منها من يخدم في الخارج ومن يخدم في الداخل، ومعلوم منها ذلك الذي يخدم مصلحة موريتانيا ومن يعمل ضد وطنه في الظلام، ولم يعد اليوم بإمكان أيّ كان أن يخفي أثره في أي موقف سواء كتب ذلك بيد غيره أو قاله بغير لسانه.

رغم أن الدكتور محمد الأمين ولد الشيخ كان من أشد المعارضين لولد عبد العزيز لكنه اقتنع بالنظام منذ أيام الحوار وشعر أنه كان يسير في الطريق الخطأ، فغير وجهته، وسار في فلك نظام ولد عبد العزيز وعرف بالدفاع عنه والإخلاص له في جميع المواقف، ودعا له لمأمورية ثالثة وأعلن ذلك على الملأ.

وكان محمد الأمين ولد الشيخ من النواب الذي اسقطوا الرئيس السابق سيد ولد الشيخ عبد الله وكان إذ ذاك معارضا يعبر عن معارضته في جميع وسائل الإعلام ولم ينكر عليه ذلك، وحين أصبح اليوم مواليا وأخذ منصبا ساميا في نظام ولد عبد العزيز أصبح يعاب عليه وينكر إن عبر عن موالاته أو أجرى أي تصريح في وسيلة إعلامية، فأي منطق وأي عقل لدى المهاجمين على الناطق باسم الحكومة؟

وهنا نؤكد أن محمد الأمين ولد الشيخ وبشاهدة من الجميع لم يكن يوما من الذين يتظاهرون بالولاء للنظام ويخفون معارضتهم ويتبجحون في مجالسهم الخاصة بالكذب والنفاق والعمل ضد النظام، بل كان مواليا صادقا يستوي موقفه من ولد عبد العزيز في العلن والسر، حيث أصبحت اليوم توجد شخصيات أخطر على ولد عبد العزيز من كل معارضيه، فهم يعملون على تحطيم النظام من الداخل بولاء مزيف، فما هم إلى كالسرطان أو أخبث.

إنه على الحكومة أن تحترم موقف المعارضين لفكرة بقاء ولد عبد العزيز في السلطة، فلا إكراه في الدين ولا في الولاء، لكنه فقط؛ على من أراد أن يعارض فكرة المأمورية الثالثة أن يعلنها في العلن ولا يغلق عليه بيته ويهاتف بها بعض خاصته في خجل.

ورغم أننا من أكثر الناس نقدا لحكومة المهندس يحي ولد حد أمين التي ينتمي إليها الدكتور لكنه لا يمكن أن ينكر جاحد ما فعلت هذه الحكومة من الانجازات في هذه الفترة الوجيزة .

وحين تنبري الحكومة للدفاع عن رئيسها محمد ولد عبد العزيز وتفرض بقاءه في السلطة فهذا حق لها وغير ذلك فإن صناديق الاقتراع تفتح أبوابها للفصل بين الناس.

احمد سالم ولد محمد

خميس, 02/08/2018 - 12:24

          ​