كم هي متلاطمة أمواج السياسة هذه الأيام، إنها قوية بقدر تلاطم أمواج بحار انواكشوط الموسمية، إلاّ أن أمواج السياسية ترمي الساحة ببعض النفايات الغريبة، نفايات يرميها بعض الحاقدين على رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، والناقمين على المؤسسة العسكرية على وجه الخصوص، ويتم إلقاء هذه النفايات وفقا لعملية فبركة معلومة تتم في الظلام وعلى عدة مراحل.
حيث يكتب أحد الكتاب المتمرسين نصا منتهيا في الهجوم اللاذع ويبيعه لأحد المسؤولين بثمن معلوم ثم يقوم المسؤول بدوربعملية تبني للنص الذي يحمل أفكار وتنظيرا دقيقا يعبر عن وجهة نظره الخاصة، ويجعل على ذلك صورته ويكتب تحته إسمه الشخصي ويجلس المتابعون يقومون وينتقدون ما وصل إليهم من هذه العملية المفبركة، ويغيب عن علمهم أن هذه الأفكار ومالكها لا يملكان نفس الدماغ.
"بيع الأدمغة" هو العنوان المناسب لمثل هذه الترهات والتصريحات التي توقد الأجيج في قماماتنا الإعلامية أقصد المواقع الالكترونية من حين لآخر،
رأس النظام والعقيد السابق اعل ولد محمد فال هوآخر من يقوم بعملية "بيع الأدمغة" في سوق النفايات..نعم هو اليوم بطل إلقاء النفايات وبكل روح رياضية.
فمذ حين يطلع علينا ذاك العقيد الذي جلس على قمة الجيش وعمل في مناطق حساسة من المؤسسة العسكرية، وها هو اليوم يكتب ويصرح عن واقع موريتانيا ما بين نقد لاذع للنظام وانتقاد مهين للجيش حتى وصف المؤسسة العسكرية التي تسهر على أمن الدولة، وحماية مواطنيها بالمليشيات، وحتى حز في حقده وحنقه على الرئيس محمد ولد عبد العزيز، واصفا النظام الحالي بأسوء نظام عرفته مورينانيا منذ الاستقلال، .
ومما دعانا للفضول والاقدام على الالحاح بالسؤال هو قصد العقيد بخرجاته الاعلامية التي لم يكتب لها التوفيق حتى الآن متسائلين : ماذا يريد العقيد من موريتانيا؟
ما ذا يريد العقيد من نظام مكنه من إخراج كل ما في جعبته من المكبوتات وأتاح له أجواءا من الحرية والديمقراطية حتى صدح بكل ما يشفي غليله من العيب والتقول دون أية مضايقة أو تكميم، الأمر الذي كان مفقودا أيام كان هو سجان ولد الطايع وجلاده الذي لا يكرر الانذار لمن يصل لسانه لحاشية النظام فكيف بالرئيس؟ .
ما ذا يريد العقيد من موريتانيا التي لم يهبه شعبها من الأصوات سوى نسبة هزيلة تعد على أصابع اليد، ويجلس هو على علم بذلك ويؤمل ويخطط وينظّر لإيجاد حلول لما تعانيه الدولة الموريتانية، فمن إين له بالحلول؟ وأين غابت عنه أيام كان في أمس الحاجة لها؟
ما ذا يريد العقيد من المؤسسة العسكرية التي خدمته أكثر مما خدمها وجعلته يصل لمنصب لم يحل به في يقظته..
ما ذا يريد العقيد.سؤال سيتردد كثيرا ولمدة طويلة على ألسنة البكم كثيرا قبل القادرين على الكلام..والسلام!
ديدي نجيب