الإعلام و الطريق إلى الهاوية

تطالعنا الأخبار يوميا باعتقال الصحفيين و الإعتداء عليهم و إهانتهم و طردهم من بعض المؤسسات الإعلامية فيتضامن معهم الكثير من الصحفيين و ينظم بعضهم وقفات احتجاجية و لكن لا شيء يتغير و تستمر المهزلة إلى حين، ما السبب يا ترى ؟ السبب هو أن الإعلام في وطننا أصبح عملا و مهنة للجميع حتى اختلط الحابل بالنابل و لم يعد بالإمكان التمييز بين الغث و السمين ، و أُخذ العاقل بجريرة الجاهل ،  امتلأ الحقل بالكثير ممن يحملون بطاقة صحفية و هم لا يستطيعون حتى قراءة ما كتب عليها بأحرف كبيرة ،ليس لديهم أي مستوى تعليمي و لم يتلقوا تكوينا و لم يكتسبوا خبرة و لم يتعلموا حتى أبجديات العمل الصحفي و لا أخلاقيات المهنة فشوهوا وجه الإعلام و اقتحموا جسمه كالفيروسات و نزلوا بسمعته إلى الحضيض ، لا شك أن هناك ثلة قليلة من الصحفيين المميزين من ذوي الكفاءات العالية و الأخلاق الرفيعة  الذين آثروا الولاء للقلم و الوطن على الإنجراف مع تيار الإنحراف الأخلاقي الذي عصف بالإعلام و لكنهم أصبحوا محاصرين بالكثير من الجهلة و الخونة ممن يسمون أنفسهم إعلاميين و صحفيين و إنما هم في الحقيقة مرتزقة لبعض المواقع و المؤسسات الإعلامية البعيدة عن الحياد و التي أسست لتكون منبرا لأعداء الوطن يمررون من خلالها أكاذيبهم و دعاياتهم و حتى  معاركهم  الشخصية، فمتى يصبح الإعلام في وطننا حرا و مستقلا و نزيها و حِكرا على من يستحقونه و يعلمون أهميته و قيمته المعنوية أم أنه سيظل سوقا سوداء لبيع الضمائر و القيم بثمن بخس لن تتحرر منه السلطة الرابعة عن قريب .

 

عثمان بن محمد

أربعاء, 08/08/2018 - 15:01

          ​