الحملة الانتخابية ولدت ميتة لولا زيارات رئيس الجمهورية

سبقت الحملة الانتخابية الحالية أحاديث كثيرة كان جلها يتوقع صراعات قوية وتنافسا شرسا على المناصب الأمامية لتعدد الوجوه السياسية المنافسة وتعدد اللوائح الانتخابية المشاركة، وكان يقال إنها حطمت جميع الأرقام القياسية في التاريخ السياسي في البلاد في أعداد المترشحين وتعدد الوجوه الاجتماعية والثقافية للنخبة، ومن المنتظر أن تكون  أكثر الحملات تنافسا وحيوية؛ إلا أن انطلاقة الحملة جاءت بعكس التوقعات حيث ولدت ميتة، و لولا زيارات رئيس الجمهورية محمد ولدعبد العزيز التي يؤديها لمختلف ولايات الداخل لما وجدت الحملة الانتخابية الحالية أي قيمة.

رغم أن البعض ينتقد زيارات رئيس الجمهورية للداخل، وهنا نؤكد للرأي العام أن ولد عبد العزيز هو الرئيس المؤسس للحزب الحاكم، وهو الرئيس الحقيقي، وأن الحزب الحاكم هو القالب السياسي الذي يحمل مشروع الرئيس، ومن يتفق معه ويدعمه فعليه دعم الحزب الحاكم، وإذا كانت قيادات الحزب لا تقوم بواجبها؛ فهي ذاهبة وستحل محلها أخرى، حيث أن الحزب مشروع مستمر وباق، وليس مسمى شخصيات، ثم إن القانون الذي يمنع على رئيس الجمهورية ترأس الحزب، قانون فاسد وليس متفق عليه، ولا يناسب رغبة الأغلبية.

وقد تأكد للرأي العام والسياسيين أنه لولا خروج ولد عبد العزيز لما أدرك سكان بعض المناطق الداخلية أن البلاد تعيش حملة انتخابية بهذا الحجم.

كما أثبتت الحملة الحالية أنه لا وجود للمعارضة ككيان، ولا وجود لأغلبية صادقة، بل العكس؛ هناك بعض الأغلبية تعمل ضد الرئيس ومشروعه في الظلام، وإنما توجد بعض الرموز السياسية التي استطاعت أن تثبت مكانة الحزب عند المواطنين، ولولا عمل بعض زعماء المعارضة الذين يؤدون زيارات لمختلف مدن الوطن ويعملون المهرجانات واللقاءات الاعلامية، لما نالت الحملة أي صيت يذكر.

ويرجع المتابعون للساحة السياسية هذه المظاهر إلى ضعف الأداء الميداني عند معظم الأحزاب، حيث أن السمة الغالبة اليوم هي فكرة العمل بالمقابل المادي المباشر، وهي فكرة لا تتماشى مع طبيعة العمل السياسي والحزبي الذي يتطلب تضحية كبيرة وبذل أكثر من العطاء، حيث أن الميدان السياسي يشهد تراجعا تاما في مختلف الدوائر السياسية، الأمر الذي انعكس على الحملة فبدت باهتة رغم العدد الكبير الذي يتحرك في الساحة من المترشحين ورغم عدد اللوائح الكثيرة والتي كان المراقبون ينظرون إليها على أنها ستكون عامل تنافس وصراع شرس على المناصب الأمامية، عكس ما حصل، حتى تطلب الأمر تدخل رئيس الجمهورية ورؤساء الأحزاب الزعماء.

وكان من الظواهر التي طبعت الحملة أنها انصاعت لطبيعة حياة أهل المدينة الليلية، وكان العمل والنشاط أكثر ما يحدث في الليل، حتى أن بعض المراقبين أسموا الحملة الحالية ب"حملة الليل" حيث أن معظم المرشحين والمرشحات لا يخرجن إلا في الليل، لممارسة أعمالم، حيث إن السيدات يخشين الخروج في أشعة الشمس خوفا على نظافة ألوانهم، وبعض الرجال المترشحين، دأبوا على اكتساب الأموال في الظلال وفي أماكن باردة، ويبحثون عن من يبيع أصواتا تمنحهم فرصة النجاح.

اتلاتنتيك ميديا

أحد, 26/08/2018 - 11:29

          ​