
لقد ظل فن طرح السؤال وإثارته بمختلف الأساليب والصيغ الكلامية قمة فكرية في منهج مختلف المفكرين وعلى مر العصور، ولكل مرحلة سياسية أسئلتها التي يعتبر طرحها مثل اكتشاف علمي أو استباق للزمن ما يعكس نضج خلفية الفكر الذي أنتجه.
من هنا نتساءل أين المدافعون عن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز؟
أين الأقلام التي كانت تكتب عنه وتدافع عنه وعن نظامه أين اختلفت مثلا؟ أين الخلية الإعلامية التي كانت تحف رئيس الجمهورية من كل جهة، وتكتب عنه كل صغيرة وكبيرة؟
فمنذ خروج المدير العام الحالي لإذاعة موريتانيا عبد الله ولد احمد دامو من الاستشارة في الرئاسة ومن الخلية الإعلامية داخل القصر الرئاسي وهي تعيش في حالة سبات عميق.
كما نتساءل أين اللجنة الإعلامية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، أين هي من زيارات الرئيس التي أدى لجل ولايات الداخل؟ ماذا قدمت عن هذه الزيارة ما كان دورها؟
هل اختفت كل هذه الوجوه منذ جولة الرئيس في الداخل وكأن شيئا لم يكن ؟ ما السر خلف اختفائها؟
إن الأسئلة التالية ستظل مطروحة دون أن تجد جوابا شافيا، إنها من الأسئلة التي لا تملك جوابا..!
أسئلة من بين أخرى يضيق عنها الحال فرضتها ظروف وتداعيات اللحظة وحيثيات الأفق السياسي فلم نجد في الساحة سوى من ينتقد شخص رئيس الجمهورية ولا مدافع عنه، فأصبحنا نخشى أن يكون سبب اختفاء كل تلك الوجوه أنها أصبحت ـ وهذا مجرد خوف وشك ـ على اتصال بجهات توزع الأموال لتحطيم النظام، جهات معارضة تسكن خارج الوطن.
كما من الدوافع الجادة التي أدت لطرح كل هذه الأسئلة هو أن كل ذلك الولاء الذي كان يظهر لفخامة رئيس الجمهورية هو مجرد ولاء مزيف، لا يصلح للصمود، فقد تأكد أن رئيس الجمهورية لا يجد من يصدق معه غير الشعب البريء والمؤسسة العسكرية والأمنية.
وإن كان هناك استثناء من هذه القاعدة فهو ليس سوى الصحافي والكاتب الكبير سيد محمد ولد ابه الذي كان ولا يزال من أكبر المدافعين عن نظام رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز.