خلفت اللحظة السياسية الراهنة عدة اتجاهات سياسية تعزف على وتر الظواهر الاجتماعية المتجددة في مجتمع مسلم ومسالم جاء إلى أحضان المدينة فوجد أمامه عالما آخر يخطو فيه الترف خطى وئيدة وتسطو فيه المادية بكل جرأة.
في هذه الأجواء العكرة ولدت تيارات سياسية متباينة في الأهداف والوسيلة، بعضها يجعل من خدمة المواطنين عنوانا لكسب حظوة عند النظام وبعضهم يعمل لخدمة أجندة خارجية تمنحه أموالا طائلة مقابل بث الفتنة بين مختلف مكونات الشعب الموريتاني، وبعضهم له أفكار متطرفة ينتهجها ويحلم بتطبيقها في بلاد الاسلام والمسلمين، غير عابئ بوطنيته أو بمعاناة شعبه الذي يعيش في ظل ظروف استثنائية تحتاج لمن يقف بجانبه لا من يفرقه أو يجلبه كبضاعة تباع وتشترى مقابل مردود مادي بخس.
كما ظهرت مؤخرا معارضة من داخل النظام ـ مدعومة من الخارج ـ تسعى إلى خلق تحالفات سرية تعمل مع جهات معارضة لهدم بنية النظام وتهديد الاستقرار والأمن اللذين ينعم بهما الوطن منذ مقدم رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز؛ لذلك يتهم بعض معارض النظام رئيس الجممهورية بالتدخل في الحملة الانتخابية ، حيث نسوا أو تناسوا أنه هو الرئيس المؤسس للحزب الحاكم وأنه مترشح من الحزب الحاكم، و نسو أوتناسوا أنه هو الوحيد المسؤول عن الدولة الموريتانية وعن الشعب وعن معاناته وعن أمنه واستقراره، حيث أنه رئيس منتخب من طرف الشعب، وسبب تدخله في الحملة الانتخابية هو أنه رأى أياد أجنبية تحاول إفساد الوطن بالمال والكذب وغزو أذهان الضعفاء، وليس في ما فعل ولد عبد العزيز أي ضير، إنما الضير في أن يتم جلب مفسدين من الخارج ليتلاعبوا بمصلحة الشعب بأثواب قانونية، وهو ما تم رفضه من طرف رئيس الجمهوية.
وقد بدأت الدعوة إلى الوقوف في وجه المتطرفين ودعاة التفرقة من خلال خطابات رئيس الجمهورية الذي حذر الشعب الموريتاني باكرا من التفريط في وطنهم، مشيرا إلى أن عملية الاقتراع خلال الانتخابات الحالية هي مسؤولية جسيمة يملك الشعب وحده الكلمة الأخيرة فيها، فعليه أن يبعد المتطرفين والمفسدين وأصحاب السوابق عن دائرة القرار وأن لا يكل نفسه إلا إلى من هو أهل للمسؤولية ويستطيع حمل هم المواطنين ولمن يهتم ببناء دولة موريتانيا الجديدة، ويدعم التنمية والأمن والاستقرار.
إن هؤلاء المتطرفين الذين يتظاهرون بإسلام مزيف هم أصحاب مصالح دنيوية يخادعون الناس بأفكارهم الخبيثة التي تظهر في أثواب إسلامية، حيث يستحيل أن يجب الإسلام إلى موريتانيا من خارج الوطن، فعلى المواطنين أن يحذروا من هذه العملية الخبيثة التي تعمل على غزو أذهان أبناء الشعب الموريتاني البريئين، إنه لا مجال للتطرف والمتطرفين في دولة الإسلام والعلم والإباء فموريتانيا لا تحتاج لعلماء ولا لمتدينين من خارج الوطن.
كما أقرت أحد المعارضين أن المعارضة تتلقى دعما من طرف رجل الأعمال معارض محمد ولد بوعماتو وهو يجهر ويعترف بدعمه للمعارضة الموريتانية خلال الانتخابات الأخيرة.
وحسب المتابعين للساحة السياسية فإن الشعب الموريتاني اليوم مطالب أكثر من أي وقت مضى بالوقوف في وجه المتطرفين المعروفين الذين يتحالفون مع الإرهاب وبائعي الوطن، الذين يخدمون جيوبهم فقط، ولا يعنون بشيء من أمر الوطن والمواطنين.
كما على الشعب الموريتاني أن يجعل مشروع رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز نصب عينيه لتطبيقه وفق ما دعا له الرئيس نفسه في أكثر من موقف وفي أكثر من مهرجان إلى ضرورة الوقوف في وجه دعاة التطرف والحول دون دخولهم قبة البرلمان فهم ليسوا أهلا لتمثيل المواطنين.
اتلانتيك ميديا