موريتانيا: حملة ضد الأغذية الفاسدة

دشن نشطاء شباب في موريتانيا حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشرح مخاطر المواد والأغذية منتهية الصلاحية وفشل الحكومة الموريتانية في اعتماد وسائل رقابة فعالة لضمان جودة المنتجات وتوفرها على معايير الجودة المطلوبة.

 

وانطلقت الحملة التي حملت شعار "كافي"، بعد أسبوع من كشف بعض وسائل الإعلام المحلية عن فيديو مسرّب من أحد مصانع شركة "تفسكي" لصناعة الألبان المحلية، يُظهِر عمال المصنع وهم يخلطون الألبان الفاسدة بأخرى صالحة للاستخدام ويعيدون تصنيعها من جديد، مستخدمين ألبانا مجففة. وقال محمد عبد الرحيم، أحد الناشطين الذين أطلقوا الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي: "بغَض النظر عن صحة الفيديو الذي تداوله الناشطون والمواقع قبل أيام، فإن مشكلة الصحة الغذائية والرقابة على المنتجات المحلية والمستوردة، هي مشكلة متجذرة في المجتمع الموريتاني منذ عقود، بسبب غياب المؤسسات الرقابية وعجزها عن القيام بعملها".

 

وقال عبد الرحيم إن "الحملة تهدف إلى الضغط على السلطات من أجل القيام بدورها في حماية المواطنين، بالإضافة إلى توعية المجتمع بمخاطر المواد منتهية الصلاحية على الصحة العامة". في المقابل، نفت شركة "تفسكي" لصناعة الألبان ومشتقاتها، التهم الواردة في الفيديو المسرب جملة وتفصيلاً، وقالت إن الشريط سربه عامل مطرود من الشركة. واستدعت وسائل الإعلام للقيام بجولة في مصانعها للوقوف على مراحل تصنيع الألبان وحفظها. وقال مدير الشركة، الناجي ولد محمدن ولد أشدو، للصحافيين إن "عمليات صناعة اللبن ومشتقاته تمر بطريقة علمية وصحية، تستخدم فيها الألبان المجففة"، مشيراً إلى أن عملية صناعة اللبن في شركة "تفسكي" تمر منذ بدايتها بمختلف المراحل المعتمدة في كل المصانع العالمية. من جانبها، أعربت الجمعية الموريتانية لحماية المستهلك، في بيان، عن قلقها من الفيديو المسرب، ودعت السلطات الموريتانية إلى إنشاء هيئة عليا للرقابة على الغذاء والدواء في موريتانيا على غرار المعمول به في العديد من البلدان.

 

وأحدث الشريط المصور صدمة لدى الشارع الموريتاني الذي يفضل الألبان المحلية لأنها عادة رخيصة وخالية من المواد الحافظة. محمد ولد الولي، وهو سائق أجرة، قال لـ"العربي الجديد" إنه توقف عن استخدام الألبان المحلية لأنه لا يريد أن يستهلك منتجات غير واثق من صلاحيتها. وفي السياق ذاته، قال عبد الله ولد محمدن، وهو صاحب محل بقالة، إن الألبان المحلية تراجعت نسبة بيعها بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة بسبب شكوك المواطنين في سلامتها، مؤكداً أنه لم يعد يبيع منها إلا القليل.

ثلاثاء, 26/08/2014 - 09:46

          ​