أنصفوا رئيس «سَيْني»،...!

 

خلال جلسة علنية صاخبة عقدتها الجمعية الوطنية، مطلع العشرية الاولى من القرن الحالي؛ خصصت للاستماع لبرنامج حكومة الوزير الأول، يومها، الشيخ العافية ولد محمد خونا؛ كنتُ شاهدا على أغرب دعوة في تاريخ الديمقراطيات المعاصرة، تصدر عن برلماني منتخب !
فبعدما أنهى الوزير الأول عرض برنامج حكومته، بدأت مداخلات السادة النواب؛ فكانت أشدها قوة وإثارة لحفيظة ولد محمد خونا والطاقم الوزاري المرافق له، ولجميع نواب حزب الرئيس معاوية ولد الطايع؛ مداخلة النائب صار إبراهيما مختار من حزب AC (العمل من أجل التغيير) حيث أعرب عن سعادته البالغة وهو يجد "الفرصة سانحة لأول مرة وجها لوجه أمام الوزير الأول في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، لطرح موضوع الإرث الإنساني الذي ترك جرحا غائرا في جسد هذا الوطن"؛ وفق تعبيره...
وأثناء حديثه نهض الدكتور لوليد ولد وداد من مقعده (لم يصدر بعد مرسوم بالتمديد له على رأس إدارة الديوان الرئاسي)، وخرج من الباب الجانبي للقاعة.. وبعد بضع دقائق سلك النائب محمد فال ولد بلَٰال (رئيس الدائرة السياسية للحزب الجمهوري الحاكم) يده في جيبه وأخرج هاتفه المحمول، ثم ألقى نظرة على شاشته قبل أن ينهض بدوره ويخرج من نفس الباب؛ ليعود بعد نحو عشر دقائق..
جاء دور ولد بلال لتقديم مداخلته حيث ركز على المطالبة بحل حزب العمل من أجل التغيير (AC) معددا جملة مبررات لهذه الدعوة أبرزها مخالفة الحزب لروح ونص القانون المتعلق بالأحزاب السياسية في موريتانيا.
في رده على النائب إبراهيما صار، قال الشيخ العافية؛ وقد مد سبابته نحو هذا الأخير : "هذه الجماعة هي التي قتلت مواطنينا في السينغال، ونهبت أموالهم"؛ فيما كان النائب مسعود ولد بلخير (رئيس حزب العمل من أحل التغيير) وعدد من نواب المعارضة يحتجون على حديث الوزير الأول ويطالبون رئيس الجلسة بإيقافه؛ دون جدوى فقرروا الانسحاب جماعيا من القاعة.
وفي نفس الأسبوع صدر قرار رسمي بحل حزب العمل من أجل التغيير AC !

 

السالك ولد عبدالله

خميس, 20/09/2018 - 10:26

          ​